الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .........والقلم
عمي أحمد ...صاحب العود - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 13 مايو 2018
 

من بعيد اراقبه ، تكون رقبته رافعة رأسه إلى الاعلى …..
ماذا تفعل يا عم أحمد ؟....
اجلس ...اتفرج على صغائرهم …..
من هم؟
من جئت تشكوا منهم …

يجلس عمي أحمد على باب صندقته ، والتي كانت في مفرق سوق الملح ، يجلس فيها من الصبح حتى الظهر ، ليس فيها شيئ ، ولا يبيع شيئا …..

مالك؟ ضاقت بي يا عم أحمد ، فيضحك : عودك طري يا ابني ، شوف تلك السحابه ….ايوه ...تلك التي فوق ….نعم ….اذا عندما تسود في عينيك فاجلس إليها ، وانظر إلى صغائرهم من الاعلى….. أتأمل في وجهه طويلا، احس انه يتحول في لحظة الى واحه ، اتفيأ فيها ظلال كل الأشجار وسط صحراء قاحلة لا نهاية لها ….

عمي أحمد جندي قديم ، من أولئك الذين دافعوا عن اليمن في صنعاء ، عمي احمد من المنطقة الخضراء العود إب ، كلما دنوت منه تحس بالاخضرار في عينيه وبالتالي روحه ….

وكيف لو كنت مثلي خسرت كل شيئ ، الصندقه ، والأهل والولد ….
 سأموت يا عم أحمد …..

يضحك طويلا حتى تظهر نواجذه : يا أهبل يموت هؤلاء بصغائرهم أما أنا فجندي أوقفت نفسي لأضحي في سبيل الآخرين …

يبدو لوهلة رضاه عن نفسه وبلا حدود ، لكن نظرك اذا توغل من العينين إلى عمق العمق ، فتحس أن عمك احمد رجلا بقدر ما عركته الدنيا، وقد انهزم في معارك ، لكنه بالتأكيد لم يخسرحربه ابدا ….

اعود لأساله : كيف ياعم أحمد تقاوم الوجع ؟ والهزائم الصغيرة؟ 
يضحك في وجهي : احيانا يا ابني أراهن على الوقت، لادراكي أنه في النهاية لا يصح الا الصحيح ، ذلك في المعارك الصغيره، التي يثير غبارها الصغار ، لكنني في معارك الكباراواجه ، لااجبن ابدا، وارحب بالموت من أجل القضايا الكبيره ، وفي الاخيرهل صحت نظريتك في أسلوب المواجهه؟، سريعا يرد : بالتأكيد بدليل انني هنا بمحض ارادتي ، واديرالكون بطريقتي ، وليس بطريقة دون كيشوت مقارعة طواحين الهواء ….لا ...أنا يا ابني إنسان مبدئي ...اديرمعاركي وحروبي بما يحفظ المعنى العام للكرامة….مادون ذلك اترك للدنيا خيارها في أن تسيركما تريد ، قلت لك - يضيف - ، في الصغائر ومع الصغار اتركها فهي مأموره ، وسيأتيك خراجها ….!!!!

 

اتمعن في وجه عمي أحمد ، احس انه رجل حكيم ...احس بسعادة تسري في كياني ...ادرك ان رسالته وصلت ….اتركه وأنا اردد :
لله الامر من قبل ومن بعد ….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24