السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قصص قصيرة جدا - حليمة كربوش
الساعة 15:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

1((فيروز))

فيروز عبر َ سماعاتي الفضية ، بِجيبي أُخبئها من ثَلْجٍ ميتْ....
داخِلَ كفِّي سُكونٌ تام ....... فأنا المَلكُ و الجبروتُ و القدرُ المخيف......  أزفُر كأحياءِ القُبَّة ، أنفثُ من روحي رذاذَ الشَّفاء ......تخرجُ متدافعةً سَحابَاتي الرًّمادية الدَّافئة تعيدُ  اللون الوردي لعروقي الزرقاء ...تَلتصقُ أصَابعي كأسوارِ الجنة  تُمارس الحُبَّ.......
تُغَطِّي فيروز عينيْها خَجْلى......

 

 2((اغتصاب ) 

المُنبِّه الصغير يَعْتصرُ منْ وُجودهِ دقاتٍ منتظمة.....هذا الأرقُ صارَ يُلازمها كرضيع لايشبع،ينهشُ مخيلتها و يغوصُ بها في بحرِ قنوطٍ بلا قرار....
المخدة ساخنةٌ من كلا الجهتين ...قُطنُها يحترق دون ضجيج....
شخيرُ شريك الفِراش  المصطنع يُشعِلُ كل خلايا الإجرام في جسدها ....أينكَ عزرائيل  !!!!!!!
انقطع الشخير فجأة....وبدون مقدمات........تنفك ُّ في عنفٍ أرعنٍ أزرارُ صَدريتها.....

 

3(( انتحار سريع))

حبوب ملونة و أخرى بيضاء تَعْرضُ أمام يدها المرتعشة فساتين الموت و فتنةَ  الخلاص.....
الخيارُ ضبابي ..... وكلُّ ""المانيكان"" الكيماوية تغريها برحيلٍ سريع غير مؤلم  ...
كأس ماء واحدة لاتكفي لتصل  المنية سريعا نحو جوفها...
ابتلعت المجموعة كاملة و أتبعتها نهرا من السائل المشبع خطايا......  ثم تمددت تنتظررررررر.

 


4((بلا موعد))

الجو خانق.... و الجسد الفاتن يتنفس نارا داخل الثوب الشفاف...ما مِن ملاذٍ سوى النافدة اليتيمة لهده الغُرفة القفص، تحشرُ في إطارها الخشبي كل ضجرها و قنوطها من الجدران المتآكلة.....
الشارع يتشوى زفته تحت شمس الزوال القاسية،لا أحد بمواجهة القيض....الرجال كما النساء كما الحوانيت كما الذواب والحشرات.....لا أحدَ يُُقامرُ بوجه الحر .
وقبل أن تستعيد الغرفة جثة ساكِنتها،كان الإطار المتآكل قد زُحْزح فجأة عن مكانه...
وََِقْعُ ارتطام قوي ...صَرْخةٌ تُغادر الجسد لأخر مرة  ... تُعانقُ حرية السماء.

 

 

5((الثري))

كل المارّة سألهم  وهو ينقر على معصمه...
_كمْ الأن؟ رجاءا...
 _أيها الرجل.....من فظلك،كم الساعة؟
_هل لي أن أعرف الوقت لو سمحت ؟
بين شاب متأنق مسرعْ،و أخر يُسكَّعُ عيونه حول صفوف كراسي المقاهي أو مؤخرات نساءٍ قادمات  أو مغادرات للحي...
بين رجلٍ يُساومُ بائع الخزف، وفتاةٍ مشغولة بخصلاتها المتطايرة.......لمْ يسلم أحد من سؤال الوقت وكأن السَّائلَ مَلَكُ القبر عند رؤوس الموتى.....
التانية عشر، وخمسة.....و الربع....،التانية عشر وسبعة عشر دقيقه..، الرابعة....،السادسة،.....التاسعة ..... الحادية عشر الاَّ ربع......،منتصف الليل ....
رصيدهُ من الدقائقِ يكبر و يكبر و يكبر حتى صار غنيا جدا ،رجلا فاحش الثراء ثروثة ألوف من الدقائق.
أطلق تنهيدته بعد أخر سؤال لأخر عابر ...أحس بجوع و تعب ووحدة ....وحين لم يعد بالحي أَحدًٌ لِيسأله، ترك ثروته مكدسة على الرصيف دون حراسةٍ و غاب وسط القطط يحلم ......فمنْ يَجرؤُ على سرقةِ الزمن؟!!!!!!!!!

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24