الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مشهد ريفي - عبدالرحمن دغار
الساعة 15:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قبل سنين كانت تفاصيل الأيام أجمل
كنت حينها أستنشق الحياة بنقاء وأقتات اللحظات وأنا متلهف لتفاصيلها وأحتسي الجلوس كعاطش أنهكه الظمأ.

في القرية تتهيأ الصخور لنتكئ عليها كلما بدأت شمس ما قبل الغروب بالتلاشي والرحيل خلف الجبال التي تحاصر المكان من كل الجهات

تزدحم الأماكن بنا بشكل عشوائي ،يختار كل منا مكانه الذي يمنحه الراحة، نفتح أرواحنا للبعض ،المدى مفتوح أمامنا حتى أول حاجز للجبال والسحاب،الجبال التي على بعد مسافات طويلة تبدو واقفة تعانق السماء وتتوشح روؤسها بالسحاب،

السماء تتفحصنا جيدا ونحن نحدق النظر إليها كلما مرت سحابة غائمة من فوقنا نشعر بظلالها وهي تتحسسنا،

حين يتساقط المطر نتباطأ كثيرا في القيام من أماكننا نبقى حيث نحن نراقب السماء وحين نشعر بكثافة المطر نبدأ بالبحث عن أماكن نستظل فيها من المطر حتى يهدأ ونعود أدراجنا،

نعود ولكن بأرواح خضراء بدأ الزرع فيها ينمو قبل الأرض ،
فالأرواح الرائعة التي يغسلها المطر تكتسي بنقاء لا يمكن لغبار الدنيا أن يلوثها،

ولقوس قزح ذكريات لا تنسى

قوس قزح هو نكهة المطر وبصمته الأجمل،

كنا نقول أن المطر الذي يلون السماء بهذه الألوان هو مطر سيلون الأرض بالجمال والخضرة وسيمنحها بهاءا بلا حدود

كانت السماء تبدو كالحلوى وهى تتزين بألوان ذلك القوس الذي يبدو كتاج على رأس فتاة أنيقة تلبس فستان زفافها .

في القرية نصنع من اللاشيء جمالا ونجعل منه سحرا يمنحنا مزاجا رائعا.

نسيتني في زحمة كل هذه التفاصيل الرائعة

مازلت حتى اللحظة أستنشق الحياة بنقاء وحب أقتات اللحظات وأحتسي الحديث مع الأخرين بكل لهفة 

أحاول أن أكون أنا ذلك النقيء الذي جاء من أقاصي الحب 
أكافح كثيرا كي لا أتلطخ بالسواد وأخسر كثيرا لكي أبقى أنا

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24