الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ........والقلم
(( زوربا )) يستحق ...!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




ربما ستستغربون , اما التصديق فستصدقوني ان ثلاثين عاما مرت علي وانا ابحث بعد ان قرأته روايه للمبدع اليوناني (( كازنتزاكي )) عنه كفيلم , واخيرا اهتديت بواسطة الزميله القاصه ان صح التوصيف انتصار السري , ففرحت به وقد حملته لي بواسطة (( الفلاش )) , ولاول مره اظل حوالى الاسبوع اتفرج كل يوم قليل ....
في النهايه كما قال هو , قلت انا (( زوربا يستحق )) , يستحق ان تنتظر ثلاثون عاما حتى تجده !!!.

 
الفيلم الذي اجاد انتوني كوين ليس تمثيله بل تمثله عباره عن فلسفه كامله , فحيث تختنق الحياه فك اسرارها بالرقص , وحيث تتوقف سفنك امام العواصف , وينهار املك في منجم الفحم فارقص !!! . 
من اللقطه المميزه من وراء الزجاج حيث يمسح اليكسيس زوربا من في داخل المقهى المنتظرين ساعات سفينة العواصف الذاهبه الى كريت , ايقنت انني امام ممثل فذ , ورواية عميقة القصد والمعنى , وكل دقيقة في الفيلم تبحر بك الى عوالم كلما كان خيالك بمساحة البحر فابشر بمحيط من الدروس !!! . 

 

يساله المؤلف النصف يوناني ذي النصف الآخر الانجليزي : ما هذا ؟ - السانتوري , وحين اعزف به فلا اعد عاملا لديك , انا من هذه اليد الى الاخرى , لكن عند ان ترن اوتار السانتوري فانا (( حر )) , الحريه مرتبطه بالموسيقى اوان الموسيقى بحد ذاتها حريه , اما ان ترقص وتعبر عن نفسك به فهي الديمقراطية كلها , فما بالك وانت قريب من جبل الاولمب !!! . 
 

زوربا بدى لي مثل ذلك البحار من قريتنا محمد سلام خويلد , عاش حياته بالطول والعرض , يقول له المؤلف : هل انت متزوج ؟ فينظر اليه بتلك الابتسامة ذات المغزى , - هل انا غبي , ويواصل ضحكته : عار على الرجال ان تنام امرأة بدون رجل !!! , وفي كريت اذا وجدت ارملة في الانحاء فلحظة زوربا رقص وحريه , في نفس اللحظه الذي يصل الى شلة الرجال الذين ينهشون الارملة الشابة الكريتيه , وعندما لم يستطيعون الوصول اليها باجسادهم فيذبحونها , ليسال زوربا المؤلف وهنا تتسابق الرقصه مع الوتر مع السؤال : لماذا يموت الطيبون ؟ , هل قالت لك كتبك السر ؟ لا جواب ..........
 

فلسفة قوامها منطق تقوده الكلمه , آخر تقوده التلقائيه , وتراها في الفرنسية التي عشقت قادة البحر الاربعه , وتخاف من الموت , فيم هي تحتضر تسرق عجائز كريت بقايا مجد غرب هناك في وسط البحر مع الاساطيل الانجليزية والتركية والفرنسية واليونانية كذلك !!! . 
 

فيلم يستحق ان يشاهد مرات ومرات , فالفلسفة الحياتية التي ينظر بها الى العالم من خلال الشيطان , والارملة , والسانتوري , والرقصة تؤدي اما الى الحريه او الى القبر , فيكون فيلما عظيما بالابيض والاسود نتاج سينما عظيمه كان لها فلسفة مهمتها تغيير العالم الذي لا تحده حدود , عالم فقط من خلال الحريه يذهب الى الافضل . 
لا خيار آخر ...دمتم 
لله الامر من قبل ومن بعد .

23 لبريل 2017 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24