السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
تعز: "المافيا" تنجح في إغلاق مستشفى الثورة العام
الساعة 21:57 (الرأي برس - عربي )

الجريمة لا تسقط بالتقادم، لكنها في تعز تسقط ألف مرة ومرة، تعز التي تعددت وتنوعت الجرائم فيها بشكل مرعب، حتى أصبحت الجريمة تسقط أختها، ولم يعد التاريخ يعرف ما يدون في سجلات هذه المدينة المتشحة بسواد الجرائم الشنيعة، كما لم يعد أحد قادرا على الكلام، لكن الجريمة التي حدثت مساء أمس الجمعة، كانت من العيار الثقيل، وكان وقعها كالصاعقة، بل إن محافظة تعز لم تشهد مثلها على مر تاريخها؛ مسلحون مجهولون، يتخطون حراسة المستشفى ويقدمون على قتل الشاب الجريح، إسحاق أحمد فارع الزريقي، اثناء تلقيه العلاج داخل مستشفى الثورة.


مصادر طبية في المستشفى أكدت؛ في حديث  أن "مسلحين تمكنوا من الدخول إلى مستشفى الثورة وإطلاق النار على إسحاق بعد يوم من خروجه من العناية المركزة".


وكشفت المصادر أن "أفراد الحراسة في المستشفى ليسوا حراسة رسمية، بل عناصر متشددة، ولا تتبع حتى المقاومة أو الجيش، والجميع في تعز يعرف هذه الجماعة التي يقودها سليم الكامل، أمير الجماعة، الذي طلب من أصحابه، حراسة المستشفى، الانسحاب من بوابة المستشفى، لتوفير فرصة دخول عصابة أخرى لتصفية الجريح إسحاق أحمد الزريقي، الذي كان يرقد في المستشفى بعد نقله من الحجرية قبل أربعة ايام لتلقي العلاج في الثورة".


جريمة مقتل الزريقي داخل مستشفى الثورة تثبت بحسب مراقبين أن تعز اليوم أمام مخطط خطير، بروفاته السياسية والأمنية تحضر بشكل جيد، وإلا كيف استطاع القتلة تخطي حراسة المستشفى؟ وما الذي يريده القتلة من شاب جريح، لا تزال دمائه مخضرة؟ في حين يرى آخرون أن الهدف من هذه الجريمة هو إثارة الخوف لدى المنظمات التي تقدم الخدمات الطبية لهئية مستشفى الثورة العام. بالمقابل، يذهب البعض إلى القول إن تصفية الزريقي جاءت بغرض إخفاء كثير من المعلومات المتعلقة بمقتل القيادي في "المقاومة الشعبية"، مهران المقطري.


مصادر محلية كشفت، في حديث إلى "العربي"، أن "اسحاق الزريقي الذي قتل في مستشفى الثورة، مساء أمس، هو أحد أفراد العصابة التي قتلت القيادي في المقاومة الشعبية مهران القباطي في منطقة القريشة، الأسبوع الماضي".


وأكدت المصادر أن "مقتل الزريقي كان الغرض منه إخفاء الكثير من التفاصيل حول العصابة التي تقف خلف مقتل القيادي في المقاومة الشعبية مهران المقطري".
جريمة مقتل الزريقي داخل مستشفى الثورة تثبت أن تعز اليوم أمام مخطط خطير

وعلى صعيد متصل، أعلن أولياء دم مهران سلطان المقطري براءتهم من جريمة تصفية إسحاق الزريقي، أحد المتهمين الرئيسيين في اغتيال أخيهم بحسب البيان الصادر عنهم، والذي حصل "العربي" على نسخة منه. وحمل البيان "الجهات المسؤولة عن حماية المستشفى، والمستفيدين من تصفيته، والذين بفعلتهم هذه يحاولون طمس معالم جريمتهم الشنعاء في اغتيال أخينا مهران، وقطع أهم الخيوط التي كانت ستوصلنا إلى من خطط ومول ودعم وشارك في اغتيال أخينا، ولاعتقادنا أن المتهم إسحاق هو حلقة الوصل بين الداعمين والمحرضين من المتحوثين وبين المنفذين المباشرين لاغتيال أخينا مهران".


وأكد البيان أن "عملية تصفية المتهم إسحاق محاولة لخلط الأوراق، وتشتيت أنظارنا وتتويهنا عن قضيتنا، وإدخالنا في صراعات نحن والمنطقة في غنى عنها".


وطالب البيان "العميد عدنان الحمادي بتشديد الإجراءات الأمنية على بقية المتهمين، كون الشهيد أحد أفراده، ومن جنود اللواء 35، وقائد نقطة القريشة".


وتعد جريمة الزريقي واحدة من مئات الجرائم التي ترتكبها "المافيا" في تعز وإن كانت أشنعها، الغرض منها عرقلة مستشفى الثورة الذي ظل يقدم خدماته طيلة أشهر الحرب، وفي ظروف صعبة، وقد نجحت في توقيف المستشفى؛ حيث أعلنت هيئة المستشفى وكادره عن توقف العمل، واعتبار المستشفى خارج الخدمة عقب جريمة الزريقي مباشرة.


وتأسفت رئاسة هيئة مستشفى الثورة، في بيان حصل  على نسخة منه، لما "حصل عصر أمس الجمعة الموافق 24/3/2017 من قتل لأحد نزلائها في قسم الإفاقة، من قبل مسلحين اقتحموا المستشفى وباشروا ارتكاب الجريمة، الأمر الذي تسبب في إرهاب الكادر العامل، ونشر الذعر بين النزلاء".


ودعا البيان إلى "مساندة السلطة المحلية والأمنية في المحافظة لاستكمال اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الجريمة، والعمل على توفير الحماية الأمنية اللازمة لاستمرار المرفق في تقديم خدماته الطبية للمواطنين في ظروف استثنائية تعيشها محافظة تعز، والابتعاد عن كل ما يضر بسمعة مؤسسة هيئة مستشفى الثورة كصرح طبي لكل المواطنين".


وفي السياق، أعلن رئيس مركز الباطنية وإدارة قسم الطوارئ في مستشفى الثورة، الدكتور أحمد الدميني، عن توقفه


عن العمل في المستشفى حتى حل المشكلة الأمنية، وتسليم حماية المستشفى لمن هو أجدر بحمايته.
وقال الدميني، في منشور على صفحته في "فيس بوك"، "تحملنا ككادر فني وإداري كل أنواع الإعتداءات، بما في ذلك قصف الحوثيين للمستشفى، ولم نغادره وصبرنا أيضا على البلطجة الممنهجة، والتي طالت حتى الإعلاميين والمصورين ومرافقي الجرحى والمرضى، ورغم المشاكل الأمنيه داخل المستشفى والانتهاكات التي طالت العاملين فيه والتي باتت متعمدة لثني المنظمات عن دعم المستشفى، رمينا بكل ذلك وراء ظهورنا لأجل الجرحى ولنقدم الخدمة الطبيه لأبناء تعز في هذه الحرب. تحملنا كل شيء، كل شيء لأجل الجرحى، ولكن حين نرى الجريح يقتل أمام أعيننا، فإلى هنا ويكفي، ولا قيمة لوجودنا في بيئة أصبحت كالغابة لا نستطيع فيها حماية جريح".


وأكد الدميني أنه "لا مدير أمن تحمل مسؤوليته، ولا وكيل محافظة كان له موقف رجولي، ولا قائد بالجيش احترم شرفه العسكري".


بالمقابل، أكدت مصادر طبية في هيئة مستشفى الثورة، في حديث إلى "العربي"، أن "الحادثة جاءت بغرض إثارة الخوف لدى المنظمات، خصوصا منظمة أطباء بلا حدود، من الوصول إلى المستشفى بعد إعلانها الإستعداد لإعادة ترميم المستشفى ودعمه وتجهيزه".


وكشفت المصادر أن "منظمة "أطباء بلا حدود" أبلغت الإدارة أنها "تعتزم مغادرة المستشفى مؤقتاً حتى تتوفر الحماية الأمنية له".


وأشارت إلى أن "مدير مكتب الصحة، الدكتور عبد الرحيم السامعي، بذل جهداً لإقناع المنظمة بعدم المغادرة، كما كلف محافظ المحافظة مجموعات عسكرية من الشرطة العسكرية بمهمة حماية المستشفى، إلا أن منظمة أطباء بلا حدود أكدت أنها تنتظر القرار النهائي من مكتبها في صنعاء".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24