الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
علي المقري.. استثنائي كُتَّاب الرواية في اليمن! - ضياف البراق
الساعة 11:19 (الرأي برس - أدب وثقافة)


"قبل أن أبدا الحديث عن موهبة وبراعة الأديب اليمني"علي المقري" الروائية، بدءاً سأحاول أن أعرّف مفهوم الأدب من وجهة نظري كما سأحاول أن أبرز بعض السمات التي يجب توافرها في الاديب المتميز.
-الأدب بكل أنواعه، هو فن إبداعي مُتقن الصياغة ومتنوع الصور والألوان؛ يرسمه خيال الأديب وفقاً لمِا يخطر في وجدانه من شعور أو حدث.
لذا أي أديب موهوب في إتقان فنونه الإبداعية أياً كانت، نقدر أن نقول عليه فنانا. فإذا تطلعنا اليوم لموقع الأدب في عجلة الحداثة، لوجدناه يتموضع في مقدمتها، ويحتل فيها المكانة السامية عن غيره من الفنون .

 

فلا سواه من يقدر على إلتقاط صورة للحظة هاربة أو لحدث خفي خلف مرآيا الواقع وبأكثر دقة ومعنى.
فالأدب هو جيتار الأدباء الذي يعزفون عليه كل فنون اللغة تعبيرا عما يدور في خيالهم من هواجس وعما ينضح به وجدانهم من أحاسيس، بلحن جسيم الجرأة، سريع التأثير، برَّاق الطيف، رقيق المسمع وعميق الصورة والمعنى.

 

ليس أديبا ذاك الذي أعماله الادبية لاتحمل رسالة إنسانية نبيلة أو معرفية هادفة أو خالية من الضمير الحي.
فالأدب ليس التنميق والزخرفة لمفردات اللغة، لكنه القضية والدهشة والتنبؤ والسحر الفلسفي والجمال الشعوري الانيق.
إذن، نستطيع أن نعرف الاديب، بأنه ضمير الزَمكَان اللذان يرافقان حياة الإنسان ويحددان درجة شعوره.
قِلّة هم الأدباء الحداثيون الذين برعوا في كتابة العمل الروائي في اليمن والذين حظوا بحب الجمهور وفازوا بإعجابهم والذين امتدت شهرتهم الادبية وذاع صيت أعمالهم الروائية في أرجاء وربوع ونواحي المنطقة العربية وحتى خارجها؛ علي المقري هو واحدٌ منهم.

 

علي المقري بدأ حياته شاعراً ومن ثم عمل صحافياً منذُ ربع قرن في الساحة الصحفية اليمنية ومن ثم انتقل الى العمل الروائي.
فقد برع المقري في العمل الروائي حيث شكل وجهاً حداثيا جديدا وفريدا متفوقا عن غيره من أدباء الحداثة في اليمن.
إن ما يميز الروائي اليمني علي المقري عن باقي كتاب الرواية اليمنية والعربية؛ قدرته على إنتشال نفسية القارئ الحسية والوجدانية من العالم الخارجي إلى حضن أحداث الرواية.

 

إذ يجعله يعيش تلك الأحداث والوقائع بنهم لذيذ المذاق وإنسجام غير مُمل، متوائم مع باطن الروح ولغة الجسد.
تتجلى براعة المُقري في كتابة الرواية، بدقة التصوير وسهولة التنقل بين فِكَر النص، إذ نجدهُ يكتب بلغة قاموسية بسيطة الفهم والتفسير وجديدة توافق سير زمَكَان العصر. فهو لايتقَّلد اللغة القاموسية الكلاسيكية في سرده للأحداث.

 

أمَّا من الجانب الفلسفي، يبرز المقري موهبته الروائية في محاكاة خفايا وخلجات القارئ بصور شاعرية فريدة الخيال، عميقة الأهمية والبُعد.
فالأديب حينما يكون صوت إجتماعي وصاحب قضية إنسانية، يتوفق في مآلاته الإبداعية وينجح فيها ويحتل مكانة سامية الأهمية والذكر في حياة المجتمع وفي نبض ونفوس ابنائه.
بهذه السمات يجسد المُقري روايته الشهيرة "اليهودي الحالي"، فهي من أروع الروايات اليمنية والعربية من حيث الجرأة التي تجلى بها المقري في حياكته لحبكة الرواية، إذ كشف من خلالها النقاب للجمهور عن حدث تاريخي عسير التعايش عاشته الطوائف والأقليات الدينية في اليمن (أي حوالي في القرن السابع عشر الميلادي).

 

في روايته المُثيرة "اليهودي الحالي " يفاجأ المقري كبار كتاب ونقَّاد الأدب العربي بفنية السرد التي حاكَ بها حبكة الرواية وببراعة التشويق التي تحلَّت بها احداثها.
لقد لاقت رواجا كبيرا في صحف محلية وخارجية كثيرة وشهيرة، كما انها نالت إقبالا كبيرا في حينها وماتزال.

 

في الأعمال الأدبية والفنية يلزم حضور الإبداع والموهبة فيها؛ فإذا وجِدَ وتحققا هذان الشرطان فيها، تكون قد توِّجَتْ بحُلى النجاح الزهو والجمال الخلاق والفريد.
فالموهبة والإبداع هما سبب سحر وجمال المُقري الروائي، وبهما نستطيع أن نطلق عليه صفة "إستثنائي كُتَّاب الرواية في اليمن".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24