الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .......والقلم
العزي .... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 09:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




يتذكر زميلي وصاحبي الذي والده صاحب والدي رحمهما الله , المهندس احمد محمد علي عثمان ذلك الطريق الذي اوصلنا الى مدرسة الثوره الابتدائيه (( الاحمديه سابقا )) لا رحم الله من امر بسحقها , نتذكر جميعا دكان عبد الله عبد اللطيف القدسي (( العزي )) الكائن بجانب استديو العم جاود نوري واحمد عبد المجيد للتصوير . 
 

في الثالث ابتدائي رسبت , يومها كان الرسوب فضيحه , لم يذهب بالي وانا اعيد النظر في كشف الناجحين , لم افكر بوالدي وردة فعله , بل بالعزي , اذ كيف سامر امامه وقد رسبت , طوال الثلاثة اشهر عمر العطله الصيفيه لم اصل الى ذلك المكان , وحرمت نفسي من مقهاية الابي , لانني كنت اخشى عبد الله عبد اللطيف .
نهاية العام التالي نجحت , ليمنحني العزي شميز جائزه على نجاحي , ولم يمنعه ذلك من ان يفعص اذني تذكيرا برسوبي العام الفائت !!! , كانت تعز يومها تحب المتعلم حتى الثماله , واصحاب الدكاكين في شارع 26 سبتمبر كلما رأو شابا يمر وبيده ورقه سألوه : تشتي ضمانه تعال , لا احد يسأل غير ذلك السؤال .

 

د. منصور الهلالي , د. عبده سعيد طشان , الصنعاني , عبد الباقي المنيفي , وغيري وغيرهم مرو على دكان عبد الله عبد اللطيف , لم يبخل على أي منا , طالما والقلم والدفتر في ايدينا , وجبهة التحرير والجبهة القومية مرا من دكان القدسي , رأيت لاول مره وانا في الابتدائي سالم ربيع علي هناك عند العزي .
وما يزال صوته يجلجل لصاحب يافع وقد اتي اليه شاكيا : (( الجبهه القوميه تولوا الحكم في الجنوب يا عزي )) , واجابته تاريخ في ذاكرتي : المهم انهم يمنيين . 

 

كانوا رجالا كبارا يحملون هذا البلد في ارواحهم , لم يبخلوا , فتبرعوا للحرس الوطني , احتضنوا طلبة الاحمديه من الحيمي الى المقري الى سالم صالح والمفلحي الى المساح , تدفق اليمن كله من اقصاه الى اقصاه الى شارع 26 سبتمبر يحمل راية الثوره , لم يسأل احد احدا من اين انت ؟ من مطلع والا من منزل , كان همهم جميعا ان ترتفع راية الثوره وتترسخ الجمهوريه في القلوب والعقول , كانوا ياتون الى صنعاء من الحديدة وتعز واب , ليشاهدوا فقط جيش الجمهوريه يعرض يوم عيد 26 سبتمبر , والى مصنع الغزل والنسيج يحجون كل اثنين يزورون اليمن الذي حلموا به !!! .
ماذا يمكن لنا الان ان نقول للعزي عبد الله عبد اللطيف وقد وزع الفوط والسراويل عل طلبة ناصر والثوره ليواصلوا التعلم ؟؟ ولحقني بالشمزان الى صنعاء , ماذا نقول له : هل غلطت غلطة عمرك يوم ان صفقت طويلا , واحتفيت بالثوره ؟ والآن عليك ان تدفع ثمن (( الغلطه )) !! , ماذا نقول ؟؟ .
عبد الله عبد اللطيف العزي القدسي الآن في تعز لم يبرحها ابدا , ويعاني , وانا لا املك غير كلماتي واحرفي ارسلها اليه لعل وعسى بواسطة صاحبي فؤاد فاضل الذي يجل ويحترم عبد الله عبد اللطيف. 
وانا على البعد اتمنى , وادر ك ان التمنيات سلاح العاجز . 

 

اعرف ان العزي كريما وشهما الى درجة الكرامة الشخصيه , اقول على البعد انت في قلوبنا يا عم عبد الله , ولم ولن ننسى جميلك , وان كنا عاجزين في هذا الظرف الاقسى حتى ان نصل لزيارتك . 
شكرا للعزي القدسي باسم كل من مر من امامه , وكل من ناله كرمه وشهامته . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

20 مارس 2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24