السبت 11 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
غربةٌ تحت النخيل - محمد السودي
الساعة 13:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



غريبانِ تحتَ النخلِ نتْبَعُ ظِلَّنا
وشمسٌ من التشريدِ تركضُ خَلْفَنا
.
.
تسايِرُنا الغِـرْبانُ .. 
تخلعُ رِيشَها على كَتِفٍ ..
من فرْطِ ما حُمِّلَ انحنى
.
.
غريبانِ لمْ نَعرفْ سوى الحبِّ 
منزلا نلوذُ بِهِ في القَيْظِ 
حتى يُظِـلَّنَا
.
.
شجاعتُنَا كانَتْ
أقلَّ من التي تقاوِمُ عَصْفَ الرِّيح 
إن هبَّ فوقَنَا
.
.
نسيرُ على الصّحراءِ .. 
في كلِّ بُقـعَةٍ نمدُّ يدا للرَّمْلِ .. 
نشْحَذُ مَوْطِنَا
.
.
ملامحنا السمراءُ قد فاض بؤسُها
وأرواحُنا تسعى
لتبحثَ عن سنا
.
.
سئِمْنا من التَّـطوافِ .. 
والنايُ غربةٌ
شربنا على ألحانِهِ كأسَ حتْفِـنا
.
.
وألقتْ به الأيامُ تحتَ سمائنا
كأنَّ اغترابَ النايِ كان لأجلِنِـا
.
.
رواحِلُنا تمضي بغيرِ هُوِيَّةٍ
ونحن بلا يأسٍ .. 
نطارِدُ حُلْمَنَا 
.
.
نفتش عن مأوى .. 
وكل مدينةٍ نلوذُ بها .. 
نحو المنافي تُقِـلُّـنَا
.
.
فكم شردتنا الأرضُ 
بين بقاعِها – سنينا - .. 
ولم تحفلْ بلادٌ بِخطوِنَا
.
.
لنا غربةُ الأسفلتِ .. 
نعبر فوقه
فيصفعنا المجهُولُ في كلِّ مُنحَنَى
.
.
هزائِمُنا في الأرضِ .. كانت كفيلةً
بأن تجعلَ الدنيا تبررُ صمتَنَا
.
.
على هامشِ الأرجاءِ نجثو .. 
وغيمةٌ من الخوفِ والتشريدِ 
تسقطُ نحونا
.
.
ومن حولنا دربٌ يغادِرُ متعبا
ويُبعِدُ عنا وجهَهُ كلما دنا
.
.
لنا الحيِّزُ المهجورُ .. 
كالليلِ 
كالصدى
لنا سكرةُ البحارِ .. 
إن ضجَّ بالعنا
.
.
كَبِرْنا 
وأوصدْنا .. المنافي .. 
ولم يعد شتاءُ الحياةِ المرُّ 
يشغَلُ فِكْرَنَا
.
.
ويكفي بأنا عاشقانِ 
وأننا نَنَامُ بلا بردٍ .. 
بخيمةِ عِشقِنَا
.
.
2011 مكة المكرمة

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24