الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
"الذواقة" أو حين يكون الطعام ثيمة باذخة - صطفى لغتيري
الساعة 13:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


استمتعت بقراءة رواية "الذواقة" للكاتب الصيني لو وين فو،  الصادرة عن الهيئة المصرية عام 2015 في 167 صفحة من الحجم المتوسط وقع بها وكتب تقديمها يارا المصري، التي تقول عنها بأنها من أهم أعمال الكاتب، ويمكن اعتبارها رواية اجتماعية وسيرة ذاتية للكاتب" لأن الكاتب اعترف بأنه هو الشخصية الرئيسية "قاو" ..
 

تنقل الرواية أجواء الثورة الثقافية في الصين من زاوية طريفة وهي الطعام، وتطور أذواق الناس في مجتمع صارع بلا هوادة التقاليد البالية المكبلة لانطلاقه، فشارك الشباب المتحمسون في هذه الثورة، كل حسب إمكانياته. غير أن الأمور لم تكن دوما سلسة ولا متأتية، فقد كان الأثرياء يصارعون من أجل تثبيت عاداتهم الغذائية، وليس من السهل عليهم الخضوع للتحولات التي فرضتها الثورة الثقافية من أجل أن يصبح الطعام المناسب حقا للجميع.. في خضم هذه الأجواء تتناوب الخيبات على قاو الذي لم يستسلم أبدا رغم أن الثورة نفسها، ورجالها انقلبوا ضده ونفوه إلى الريف ، بسبب وشايات كاذبة، حيث قضى تسع سنوات كاملة هناك، ومع ذلك ظل الرجل وفيا للشعب الذي ناضل في صفوفه من أجل غد أفضل وغذاء ألذ.
 

في الرواية جانب ساخر، ممثل في قريب قاو الذي كان يحب الطعام، ويزدرده بكثرة، وينشئ محلات سرية لإعداد أصناف تليق به وبالأثرياء من طبقته، فكان بذلك رمزا لمقاومة التغيرات التي باشرها قاو ومن معه، بصلالة وصبر منقطعين النظير، لكن سخرية القدر تتجلى في أن هذا القريب سينال بعد حين كل الحظوة والتكريم في الصين الجديدة المولية وجهها شطر الغرب وعاداته، ليتحول القريب إلى "ذواقة" بشكل رسمي يحوز كل المجد، فيما ينال قاو المناضل الحسرة والجحود.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24