الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مقدمة كتاب "قبلة الانتصار" الإصدار الجديد للمصري حسين عبد المجيد - مصطفى لغتيري
الساعة 15:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ستصدر قريبا في مصر المجموعة القصصية قبلة الانتصار للقاص المصري  حسين عبد المجيد، متضمنة عددا من القصص القصيرة جدا، وقد كتب تقديم هذه المجموعة الكاتب المغربي مصطفى لغتيري وجاء فيه:

 

التقديم:
"منذ انبثاقها إلى الوجود والقصة القصيرة جدا تناضل باستماتة من أجل إثبات الذات، وتكريس نفسها كجنس أدبي مستقل، يمتاز بخصائص معينة، تميزه عن باقي الأجناس الأدبية وتضمن له مكانة خاصة لدى المبدعين والقراء على حد سواء..
 

 ويبدو أن هذا الجنس الأدبي الجميل يكسب الرهان تدريجيا، إذ ما فتئ يوما بعد آخر يحتل مواطئ أقدام في المشهد الإبداعي العربي من الماء إلى الماء، بل هناك من النقاد من يتملكه حماس كبير له، ويعتبره جنس المستقبل بامتياز، يؤهله لذلك تظافر عدة أسباب أهمها ملاءمته لطبيعة العصر، المتسمة بالسرعة والاختزال في كل شيء.
 

ووسط هذا الزخم الإبداعي العربي المحتفي بالقصة القصيرة جدا إبداعا ونقدا وجوائز ومهرجانات، تطل علينا من أرض الكنانة تجربة إبداعية جديدة، يتملكها كثير من الطموح المشروع للمساهمة بمقدار في نضال القصة القصيرة جدا من أجل إثبات الذات، وتكريس صوتها الإبداعي المنفرد، وتتمثل هذه التجربة في المجموعة القصصية " قبلة الانتصار" للمبدع  حسين عيسى عبد المجيد، الذي يلتحق، بكثير من الاستحقاق، بكوكبة المبدعين المنتشرين على امتداد رقعة الإبداع القصصي العربي الوامض، في كل من المغرب وسوريا والعراق وفلسطين والسعودية واليمن.
 

والمطلع على هذه المجموعة القصصية، ستوقفه-لا محالة- الخصائص المميزة لهذا النوع من الكتابة، والتي توفرت في هذه النصوص بمقاييس متفاوتة، ولعل أهمها التكثيف، الذي تجلى في الحجم الصغير جدا للنصوص، والتي لا تتجاوز كلماتها ما يحبر بالسواد نصف صفحة  تقريبا. 
 

وقد انعكس هذا التكثيف على الأحداث فجاءت مختزلة إلى أقصى الحدود، لكنه اختزال موظف بشكل جيد، إذ أنه لا يؤثر على المعنى، بل يمنحه للقارئ بما قل ودل، عبر تقنية البلاغة القديمة، التي اجترح التعبير عنها البلاغي العربي الكبير عبد القادر الجرجاني، في قولته الشهيرة"إجاعة اللفظ وإشباع المعنى".
 

كما يمكن للقارئ لهذه الكبسولات القصصية أن يتوقف عند نهايتها، أو ما يطلق عليه في عرف النقاد "القفلة"، والتي تتألق في هذا النوع من الكتابة على الخصوص، فقوة القصة القصيرة جدا غالبا ما تتركز في قفلتها، لذا يوليها القصاصون كثيرا من عنايتهم، حتى تنال نصوصهم قدرا من النجاح، وكلما كانت هذه القفلة مفاجئة، مكسرة لأفق انتظار القارئ حازت إعجاب المتلقي، ولا يتحقق لها ذلك في غالب الأحيان إلا باتكائها  على المفارقة، التي تبرهن عن حرفية الكاتب وتمكنه في هذا النوع من الكتابة، وهذا ما نجحت في تحقيقها كثير من نصوص هذه المجموعة القصصية، التي غالبا ما يفاجئنا فيها الكاتب بنهاية تختلف عن مسار السرد ومنطقه كما بدأه في مستهل قصته.
 

وإذا كانت القصة القصيرة جدا متواضعة من حيث حيازتها لعدد قليل من الكلمات فإنها بالمقابل سخية وغنية من حيث تناولها لمضامين متنوعة، تكاد تلامس جل الثيمات التي تشغل بال الأدباء عموما، بل إنها تطرق مواضيع شائكة، غالبا ما تنجح في مقاربتها بكثير من الألمعية، التي لا تتأتى لباقي الأجناس الأدبية إلا بعد لأي ومشقة، أي بعد تحبير صفحات وصفحات، ومع ذلك قد لا يتحقق لها المراد أبدا، وتلك لعمري ميزة أخرى تحسب لهذا الجنس الأدبي الجميل، والنصوص التي بين أيدينا تبرهن على ذلك بكثير من الألق.
 

لكل ذلك ولغيره مما لا يسمح مجال التقديم الضيق بالخوض فيه، فلترتشف أيها القارئ هذه القطرات القصصية قطرة قطرة، ولتستعذب مذاقها على مهل، ولا تنس أن لكل قطرة طعمها المائز، المختلف عن باقي القطرات."

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24