السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
«الزنم» يكتب في رحيل أحد أعلام إب الشيخ المناضل المرحوم عبد العزيز الحبيشي
الساعة 00:37 (الرأي برس ـ خاص)

     علي محمد الزنم

                          

  في ظروف شاهقة التداعيات والتعقيدات، رحل عنا  المناضل الجسور؛ الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ، علم من أعلام اليمن وكل من عرفه أو سمع به شعر بأن رحيله خسارة شخصية له قبل غيره باعتباره شخصية متميزة نذر حياته للبذل والعطاء والتعامل الراقي مع الآخرين في مسيرته الحياتية  المتجددة على الدوام.
 

كلما التقيته وجدت شخصا لايمل مطلقا ، لم يتميز كما يفهم البعض بالنكته وسرعة البديهه فحسب بل عندما تجلس معه تجد أمامك بحرا من العلم والمعرفه في الدين والسياسه والأعراف والاسلاف و الرياضه والعمل الخيري بإختصار موسوعه في تقييم الأحداث أين كانت بجمل مختصره مفيده تغنيك عن ألف مرجع وكتاب فكان الشيخ المختصر المفيد لقضايانا ومن خلاله وعبر مقولة أو ملاحظه أو نكته يلقيها ببساطته المعروفه والمعهودة ،يتم تناولها وتداولها  بسرعه البرق في إطار المحافظه بل الجمهوريه وقد تتجاوز الحدود بحسب نوع ماقاله الشيخ أو يروى عنه فكان مؤثرا في حياة الناس بل ولدى صناع القرار. فالشيخ قليل أن نقول في حقه بأنه مدرسه جامعه بل قل إن شئت أكاديمية كبرى ممثله بشخصية الحبيشي المتميزه فكيف أرثيك يا زعيم النبل والأخلاق بل زعيم الانسانيه لأنك انت من القلائل من عاش من أجل الناس وقضاياهم اسألوا آلاف الأيتام والشباب والرياضيين والمظلومين ماذا يعني لهم الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ، لقد كان ملاذا لكل ذي حاجة ،فاعل للخير دون تصنع أو طلب شهرة،،حول الحياه إلى دروس لنا جميعا بدون تكلف ؛ طوعها ببساطة الشيخ السياسي المثقف والرياضي المحنك،راجح  العقل واسع الصدر والصبر الذي لا ينفد أو يغور.

لقد كان بحق كنت مرجعا للقبيلي والسياسي والرياضي ؛ للجميع دون أستثناء و ضل بروه المفعمة بالشباب متوقد الذهن والبصيرة ورغم تقدمه بالسن لكنا لم نشعر يوما ونحن معه  وبجانبه في كثير من المواقف والأوقات بأه قد وهن بل ظل يبدو ذلك الشاب الشاهق عفة وعنفوانا  المستوعب للجميع دون استثناء،،
سواء من  يتفق معه أو  ومن يخالفه.

وفي زمن طاعن بالكآبة والرتابة كنت ايها الشيخ وحدك الاستثناء الرائع الجميل، لقد حولت مجلسك إلى منتدى مفتوح على مر السنين نعم انت شيخ قبلي لكنك روضت القبيله لصالح الحياه المدنيه في أدق تفاصيلها ، ورغم الدسمال المميز على رأسك كالتاج لكنك لبست الكرفته وارتديت شعار الكشافة ولبست البذله الرياضيه وو الخ ،  فتميزت عن كثير من المشائخ ممن عسكروا الحياه وغرقوا بالصراعات ولم يتذوقوا حلاوة الحياه المدنيه البسيطه والمريحة كما تذوقتها انت شيخنا العظيم،،فكنت انت وحدك  الذي أرسى  فلسفة  رائعة وجمع بين الأصالة والمعاصرة، نعم أجد نفسي عاجزا عن الحديث عن قامة وطنيه بل سفر خالد يقرأ في لغات مختلفه وصل أمره إلى ماوراء البحار ،،
علاقات وتأثير كبير مع الأجانب ولكم أن تسأ لوا البعثات الصينيه والروسية وغيرها ماذا ظا يعني لهم الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ،،

هناك علماء ودعاة عجزوا أن يقنعوا الآخرين بخطاباتهم وخطبهم على  الصلاة لكن الشيخ الحبيشي ومن منطلق الدين المعامله التي اثرت في الكثير وصولا إلى إعلان عدد من الصينيين العاملين في اب إلى إعلان إسلامهم على يد الشيخ عبدالعزيز أي عظمة بعد هذا ومن الداعيه والعالم الحقيقي من ينفر أو يقرب من خلال أخلاقيات الإسلام قول وعمل نعم هو من يؤمن بحوار الحضارات والأديان ومن يدقق في مكتبته الخاصه بمنزله يدرك ذلك ولماذا صار الشيخ وجهة الكثيرين من الداخل والخارج لأنه ليس لديه مشكله مع أحد علاقة الشيخ وحضوره في مجتمعه هي حقيقه مسيرة نضال قارع حكم الأئمه وعاصر الرؤساء والزعماء لكن حضوره يطغى وهو الزعيم وهو من يسمع له قبل غيره لأنه بصدق معبرا عن البسطاء وعامة الناس فكان هو الآمر الناهي لأن سهمه كان لايخطئ لم يوظفه لمصالح شخصيه وكان لي الشرف بالقرب منه في الكثير من الأوقات والمناسبات وحظيت باهتمام وعلاقه مميزه منذ عرفته سافرت معه حضرت الكثير من الفعاليات والاجتماعات لم أشعر إلا بالأبوه الصادقه والفخر والاعتزاز وكنا ومازلنا نكابر به لدى الآخرين لأنه علم من أعلام اليمن الأبطال ومن صناع التغيير الحقيقي الإيجابي في حياة الشعب اليمني من خلال أفكاره ومنهجه المدني الحضاري بامتياز  

شخصيا أتذكر كل صباح الشيخ عبد العزيز ليس لنكتة. لمه بن لكن لأنه كل صباح يختصني بزياره إلى المحافظه للتحدث أو نتناول الصبوح أو نشرب الشاهي ويكاد هذا برنامج يومي للشيخ واذا لم نلتقي لأي ظرف فكان التلفون بيننا لا ينقطع سافرنا معه للعمره فكانت رحله لاتنسى ولها قصص وروايات يعلمها من كان معنا .وزرنا سويا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في قصر الحمراء بجده قبل وفاته وكل مواقفه لاتنسى  إذا ذكرت محافظة اب ذكر الشيخ عبدالعزيز كعلم بارز لا يجرؤ أحد أن يتجاوزه ليس لجبروته وإنما لحضوره الطاغي بين أوساط وقلوب أبناء اليمن فكان رقما كبيرا وبحكم عملي بالمحافظة لم يزر الرئيس السابق علي عبدالله صالح المحافظة إلا ويبدأ بالسؤال عن الشيخ  وأخباره أو عندما كنا نزوره في صنعاء قبل وبعد الحكم ليس من سؤال يبدأ الحديث به سوى عن الشيخ عبدالعزيز الحبيشي فكان الشيخ قريب من الناس فقرب منه الرؤساء والمسؤلين لأنه الترمومتر الذي يقاس من خلاله أداء الجميع أفرادا كانوا أو مسؤولين أو شخصيات عامه أو تقييمه للأوضاع في المحافظه والوطن بوجه عام كلمته مسموعه ومؤثرة وبدون رتوش أو مقدمات  بأختصار الرجل استطاع أن يؤسس مدرسه مستقله في النبل والأخلاق والوفاء والعطاء والحضور المتميز فصار علما ومبعث فخر واعتزاز لكل ابناء الوطن من صعده حتى المهره والدور القادم لمواصلة مشواره من قبل أبناءه الأعزاء نبيل وعادل و وهيب وان كان الحمل كبيرا لأنهم أبناء الشيخ الحبيشي مربي وصانع الأجيال الإنسان الذي يعجز اللسان أن يصفه ويعطيه حقه لكن نقول لأبناءه انتم ونحن بجانبكم نواصل المشوار ولدينا رصيد مشرف يساعدنا جميعا في تأسيس مجتمع الحبيشي الذي ناضل وعاش وضحى معظم حياته من أجله مجتمع التسامح والتصالح مع الجميع عمل الخير وحب الآخرين والانتماء للوطن أولا وأخيرا  هذه العناوين التي ستكون مرافقه للسير على نهج الفقيد الغالي والراحل عنا جسدا سائلين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمه والمغفرة وان يكرمه بالجنة كما أكرمه وأختاره إلى جواره في ليلة السابع والعشرين من رمضان انه على مايشاء قدير وبالاجابة جدير.                        
 

   مع خالص تعازينا لأسرته وكل محبيه وأبناء المحافظه والوطن بوجه عام.  وكيل محافظة إب علي محمد الزنم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24