السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الكريم المدي
لكم أحن إلى فانوس ومدفع رمضان..!
الساعة 00:33
عبد الكريم المدي

مشاعر عدة تخالجني دوما قبل رمضان ، في مثل هذه الأيام تحديدا ، تتداخل فيها ذكريات هي الأجمل والأزكى ، لعل وصفها الدقيق يتحدى تعبيري ومفرداتي المقيدة في هذا الحبس الذهني والفكري المحير والواسع، تقفز إلى عقلي ووجداني ونبضي في هذه الأوقات أطياف لاحصر لها من ذكريات أيام الطفولة المبكرة ، منذ إنبلاج مداركي على هذا العالم الرحب والمجتمع المتعدد الموهوب المتعاييش ، المتشابه ، تطوف أمام عيني وتبحر في مائها ذكريات تلك الأيام الساحرة وما بعدها ، مرورا بفترة الدراسة في المرحلة الأساسية،  فالمراهقة والدراسة الثانوية وخدمة الدفاع الوطني ، وصولا للدراسة الجامعية وما تلاها..

لكل مرحلة ومحطة من تلك الأيام المبهحة4 التي تعجز كف الزمان عن مسحها من الذاكرة معنى ودلالة وعبق ونشيد، كان لشهري شعبان ورمضان فيها حضوراطاغيا ومختلفا ليس هناك ما هو أطيب وأمتع منه بروحانيته واستعداداته وكرم أيامه ونفوس أهله المتقلبون سعياحثيثا ، وعبادة صادقة،  وسعادة غامرة،  وإيمانا عميقا في مداراج تلك الساعات والأيام المباركة الخالية من الانفجارات والخراب وألسنة الحرائق وروائح البارود القاتل .
بالفعل لقد كانت أيام ومحطات تلك السنين مليئة بالأحلام والتفاصيل الجميلة بطقوسها الدينية وعاداتها الاجتماعية التي أخذت بالتلاشي أمام نقائض العقل السوي والجمال والطيبة والصفات الحميدة ..

اليوم ألتفت حولي ، أفتش في منعرجات الفؤاد وصفحات الواقع البائس ولم أجد من ذلك أثرا،  عدا ما هو عالق في بهو الذاكرة ومتشرنق في أغصان الروح ..
لقدغطت أخبار القتل الجماعي والفقرالجماعي والجوع الجماعي والظلام الجماعي والحروب الجماعية والفتن الجماعية والكراهية الجماعية والضياع الجماعي والهزائم الجماعية وحتى العمالة الجماعية على كل شيء وغيبت كل شيء حتى فانوس ومدفع رمضان غابا في مستنقع وغيوم هذا الخسران العام والشامل..!


هكذا هو قدرنا وهذا هو واقعنا المر ..
كل رمضان وأنتم لذواتكم وربكم ووطنكم ونور الهداية والحق والسلام أقرب ، في أمان الله  ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24