الاربعاء 01 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
حامد الفقيه
لمن تقرع أجراس الحرب
الساعة 13:49
حامد الفقيه

 

لمن تقرع أجراس الحرب ؟. أو تحتضر الحسناء وفي كفها الحلم ..
 
حين تسطع شمس تعلن ميلاد أنفاس الحياة .. وحين تهب النسائم هي تعلن بذلك ابتداء أسفارها وقد راقني جداً قرع الأجراس كونها في العموم توحي بالديناميكية والحياة وفي التفسير الأنجيلي قرع الأجراس موسم للصفاء والروح ومنح فرص التجدد ..
لكن عندما أحقت بقرع الأجراس ( الحرب, هزني التساؤل وأوجفت أوراق خيالي التي صنعت من قرع الأجراس لحظة جمالية آنفة السقوط ..
فاستحضرت وطني ومآسيه وحاصرتني مكبرات الأجراس التي تزدحم بها شوارع الحياة في يومياتنا البائسة ..

 

وهذه الأجراس البغيضة تنعق بمشاريع الموت والدمار بعد أن دمرت وحدتنا الجمعية وتسامحنا الخلاق .. تنعق بغرابين الطائفية الفتاكة ومشاريع الموت المشرعة أفواهها ..
تقرع أجراس الحرب لتعمق هوة الشرخ فينا وتجعلنا طوائف تتحارب .. تقرع أجراس الحرب لتحيي فينا هابيل الذبيح وتعزز قابيل الغير نادم .. وقد عجت في سماء الموت الغرابين السود ولم تبعث فيه ندماً.
تقرع أجراس الحرب لأطماع سياسيون لم يرقبوا في مواطنيهم إلاً ولا ذمة .. أهلكوا الحرث والنسل عقود انصرمت أجدبت فيها ربوعنا .

 

وبعد صراخ الحالمين تنكروا بثياب التائبين وجعلوا من دمائنا الهادرات ماء طهارة فجففوا أجسادهم المبللة بعبق أرواحنا الصاعدة للملكوت  وعادوا فينا من باب المرحلة ليقتحموا في أرواحنا الحلم وبلحظة سخف قبلناهم سلاطين لأحلامنا المحتضرة ... فعادوا من جديد وكنا حقيقة (محللين) للمطرود ين من حضن الحسناء فعز عليهم فراق الطلاق فمثلنا الدور بجهالة واليوم تحتضر الحسناء وفي كفها الحلم ... تقرع أجراس الحرب وهي تستعر بشهوة السلطة فبين راحل وقادم لا يفرق بينهما سوى الربح والخسارة .
تصرع الحياة من جنايا أيديهم .. والشعب مجرد مملوك بينهما يجيره الرابح ليدافع عن بقائه ويحشده الخاسر لكي يعبر على جماجمه آملاً بالعودة أو تعكير صفو خصمه ..

 

وأخيراً تقرع أجراس الحرب فتقدم القربان لإله الايدولوجيا الصماء التي تطحن كل ما توافقه أسنانها الرهيبة وإطاراتها الإستيلية الصلبة وهي لا تفرغ كونها فارغة العقل والضمير بين من يحمل في كفيه أرقام سرها وكتلوج صنعها وبين من يخالف دورانها ويلد صنعها . 

 

 

هي آلة الايدلوجيا العمياء لا تبصر الغارقون في دمائهم الصماء التي لا تسمع أنين الموجعين ولا يتمعر وجهها حياء من دموع المنكوبين ..
الإيدلوجيا التي تحيل الإنسان فينا إلى التبلد حينا, والتوحش أحيانا كثيرة.  ولا يصحو الوالج فيها إلا وقد غررت الروح الصريعة حسرة وتمني ولات حين مناص ..
الإيدلوجيا منظرة الطائفية ومصنعه الرهيب لم تحل على دار قوما إلا وتركتهم صرعى ..
تقرع الأجراس في يمننا الحزين عموما لأطماع زمرته غدت بحسرتها وأخرى تمسح لعابها المتدفق من إغراءات شهوة السلطة الآتية ..
لمشاريع الموت المستورد صناديقها من دكاكين الإيدلوجيا وآلهتها الطائفية ..
ختاما تقرع أجراسها ويضج صداها في بلاطات الجوار والأصدقاء اللدودين وهم يقدمون لنا هدايا لنكون صرعى بالإنابة ونغذي بدمائنا أطماعهم بالسيطرة والسيادية ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24