السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عصام الأكحلي
مراوغة الأنصار .
الساعة 16:50
عصام الأكحلي

 

أعلنت خلال الأيام السابقة مبادرة جميلة و تحرك إيجابي يتضمن القيام بمسيرة تنطلق من ساحة التغيير بجامعة صنعاء و تنتهي أمام بوابة مقر الفرقة بهدف المطالبة بإخلائها من الميليشيات المسلحة وتسليمها للدولة لإنشاء حديقة 21 مارس بحسب قرار جمهوري سابق , و حُدد موعد المسيرة المباركة صبيحة هذا اليوم السبت الموافق لثلاثة أشهر مضت على إحتلال الأنصار للفرقة وتحويلها إلى معسكر تدريبي للميليشيا .

في إستباق واضح للمسيرة والتظاهرة السلمية الرائعة , و بهدف إلغائها و عدم إقامتها , بثت قناة المسيرة قبل بضع ساعات بشئ له صلة بالمعسكر الميليشاوي و أعلنت موضوعاً له صلة بإسم الحديقة , وكذا الخبر الأهم الذي تضمن دعوة الدولة لإستلام مقر الحديقة المزمع انشائها ببركة سماحة السيد ودعاء الوالدين .
المشكلة هنا , وفي مواضع أخرى كثيرة , إستمرار وإصرار بلورة جماعة الحوثي على الإيمان بإنحصار وجود العقل والتفكير لديها , و تعميم النظرة للجميع بقصر النظر و البصيرة , وكذا إستمرار محاولات التمويه والمراوغة تحت يقين لديها أنها تلعب بذكاء حاد لا يستطيع أحد كشف حقيقة شئ اخر .

في جامعة صنعاء, وبعد مسيرات متواصلة للطلبة والطالبات رافضة لتواجد الميليشيات في الحرم الجامعي , تم تعميم خبر إنسحاب الميليشيا وموافقتهم على تسليم الجامعة , واعقب ذلك سعي الجامعة للتعاقد مع شركة أمنية خاصة , و بعد ذلك , تفأجأ من لم يستوعب بعد مسيرة الأنصار بعودتهم من جديد , بعد فاصل قصير من المراوغة المباركة , وأيضا هنا في موضوع مقر الفرقة فما تم إعلانه ليس سوى فاصل اّخر للمراوغة وكسب مزيد من الوقت للتقدم خطوات إلى الأمام .

من دماج وحتى سواحل الحديدة وجبال رداع ومرورا بعمران والعاصمة ومحيطها و ذمار وإب وانتهاء بحجة والمحويت , وخلال شهور وسنوات ماضية , لم تقم الميليشيا بالإستيلاء على منشاّة أو مسجد أو مدينة وأعادتها مرة أخرى إلى سيادة الدولة , وهذا كافيا وحده لمعرفة ملامح الصورة.

وحده , الحراك السلمي و المظاهرات الرافضة و المنشورات والصور و الأخبار التي تكشف الحقيقة , وتوضح صورة الميليشيا لدى الداخل والخارج من تزعج مسيرة الأنصار و تقلق مشروع الكارثة , و تفضح المراوغة و تناقض الأفعال مع الأقوال والشعارات , ولذا علينا إستيعاب الحقيقة وإستغلال منافذ الوصول الى الهدف بعيداُ عن مراوغات لن تجد مكاناً لها بعد ذلك.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24