الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عصام الأكحلي
على مشارف الحسم
الساعة 15:50
عصام الأكحلي


تسارعت الأحداث تباعاً خلال حيز زمني ضيق , بدءاً بالسيطرة على أرحب و وضع قدم للميليشيا في تعز وبيان الدول العشر , ومروراً بموقف وزير الدفاع و تنفيذ قرار تعيين رئيس الاركان وخطاب تصعيدي لقائد المسيرة القراّنية , و إنتهاءً بحجب الثقة عن الحكومة وتهديد رئيس الجمهورية بالاستقالة في حال عدم انسحاب الميليشيات من العاصمة و كذا تصعيد إضافي تجاه الرئيس الاسبق بعد قول هادي أنه ورث بركاناً لا دولة , وأحداث أخرى بعضها معلوم واخرى مجهولة حتى اللحظة .

تتجه الأحداث على مايبدو نحو نقطة فاصلة وحاسمة , وإن لم يحدث شئ سريعا وخلال أيام فلا غرابة في ذلك وفقا لطبيعة المشهد اليمني وخصائصه , لكن هذا لا يعني أن الحسم سيتأخر كثيراً , ففي كل الأحوال نحن نقترب كثيراً من المشاهد الأخيرة لسيناريو اللعبة .

اليمنييون يدركون أن الأمور تتجه لتشكيل مجلس عسكري , يقوده فعلياً أو من وراء الستار نجل الرئيس السابق , ويرافق ذلك إعلان حالة الطوارئ وتقييد حرية الإعلام , وما إلى ذلك , ومن ثم إعادة صياغة النظام , وبما يعيد إنتاج ماسبق مع صرامة اكبر في التطبيق بما يضمن النجاح , وكذا منح جماعة الحوثي جزءا من الكعكة نظير مساهمتهم الفاعلة في وأد ثورة التغيير , ودفن الربيع اليمني .

خطاب عبدالملك الحوثي بالأمس يعزز ذلك ,وكان واضحاً إلى حد ما وكشف عن جزء في المسار القادم للعبة ,وحجب الثقة عن الحكومة اليوم عزز من وضوح المشهد , وقدم كل ذلك الخطوة المتوقعة للاعبين الرئيسين في البلد , وبالمقابل هناك هشاشة وقلة حيلة لدى اللقاء المشترك , وحياد شعبي بعد إحباط نتج عن تخاذل وجدوه أمامهم من السلطة و أدى لصدمة تحتاج الى مزيد من الوقت لإزالتها , وبالنسبة لهادي فقد هدد بالإستقالة و لا أعتقد أنه سيفعلها لأنه تعلم من سلفه أن يناور حتى اللحظة الأخيرة , ورهانه اليوم على الخارج بعد أن فقد الجميع .

وفي المحصلة , يبدو أننا أضعنا أو نوشك الفرصة التاريخية التي حذر هادي مراراً من حدوثها , فرصة بناء دولة حديثة وديمقراطية تسودها العدالة والمساواة والقاونون , أيضا يبدو أن الجميع سيدفع ثمن توكيله تحقيق حلمه لكيان هش و غير مؤهل يدعى اللقاء المشترك .

ومع اقتراب العد التنازلي لحسم مسار اللعبة سواء كان ذلك بضعة أيام في حده الأدنى أو بضعة أشهر في حده الأعلى , يبقى من المهم أن نبقى في كل الأحوال , وأن تبقى أحلامنا وثوابتنا معنا , وأن نبتعد عن الرثاء و اطلاق التهم وتحميل المسئولية و نقترب من الاستفادة من كل مامضى , وبعد ذلك .. نعيد ترتيب طريقنا من جديد بإنتظار فرصة تالية , ستأتي فقط .. إن نحن أردنا ذلك .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24