الثلاثاء 30 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
د. سيف العسلي
العاصفة تدمر ما يتسبب بها ثم تدمر نفسها
الساعة 23:28
د. سيف العسلي

نعرف أن  العاصفة المناخية  تحدث في المناطق المطيرة وفي هذه الحالة فإنها تكون مدمرة لما انبته المطر فكيف يهلك المطر ما أنتجه

يحصل ذلك عندما يحدث إحراف ما فالمطر في ذاته لا ينتج شيئا  الا بإذن الله وعندما يعبد الناس المطر يريهم الله ان المنعم الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى.

يقول علماء المناخ إن العاصفة تنشأ عندما يحدث اختلال في ضغط الهواء نتيجة لتغير  درجات الحرارة قرب سطح الارض فتندفع كتل الهواء من طبقات الجو العليا الى طبقاته السفلى

تتكون العاصفة نتيجة  التقاء كتل الهواء على هذا النحو فالعاصفة لها عين وجدار فالعين فارغة ولذلك فهي عمياء والجدار أصم ولذلك فهو مدمر ...و لأنها كذلك فإنها تدور حول نفسها بسرعةً كبيرة... إنها تتحرك في اتجاهات فوضوية ولا تسمح لأي شيء ان يقف امامها الا بعد ان تفقده كل طاقته.. أنها في الحقيقة تحدث فراغ من أجل السماح للتغير المطلوب والذي منع من خلال وضع موانع غير طبيعية أمامه

و لأنه لا يسمح بحدوث فراغ فإن المواد التي تمر حولها هذه البورة تندفع اليها من اجل مليء الفراغ ولكنها ما تلبث ان تلتهم هذه البؤرة من خلال السيطرة عليها وتحويلها الى مصدر طاقة لها بهذه الآلية تكبر وتتضخم، فتجتذب الماء وتحوله الى برد وتحول السحب الى برق وصواعق فيترتب على ذلك قتل للأنفس وتدمير المنازل والمزارع.

تتحول الرياح العادية الى ما يشبه تأثير الصواريخ فاذا ما وقع اي قاصف من الريح على اي سفينة او مركبة او اي شيء اخر فإنها تهلكه، انها تحول أمواج البحر الى وحوش تبتلع كل من يواجهها وبدلا من ان يكون البحر مصدرا  للرزق والتواصل فانه بصبح مصدرا للموت والقطيعة، انها تحول نار الطبخ الى حريق قد يلتهم الغابات الواسعة والذي يجعل من الصعب السيطرة عليها.

انها تحول ذرات الرمال الى رصاص وقذائف وتحول أدوات البناء الى وسائل هدم وكل أدوات الحياة الى موت.

ومع ذلك فان العاصفة لها فوائد منها  تغير الظروف الجوية التي تولد الجفاف وذلك من خلال تغيير نوعية الهواء من الجاف الى الرطب بالاضافة الى ذلك فإن كمية المياه التي تتساقط على الارض على شكل برد او ثلوج ما تلبث ان تذوب ثم تتبخر لتعود على شكل أمطار طبيعية

وهكذا هي العاصفة التي يتعرض لها اليمن حاليا فقد دمرت الحياة الطبيعية ولم تعمل  على اعادتها و لكنها ستعمل على ذلك .

لقد كان بالإمكان تجنب العاصفة لو لم يسمح باختلال التوازن من خلال التدخل الإيجابي. .. و لكن على العكس من ذلك فقد عملت القوى المحلية والاقليمية على توسيع عدم التوازن وحجم الفراغ

لقد التقى كل من الثراء الفاحش والفقر المدقع في شمال وجنوب الجزيرة فولدا  فراغا في استغلال هذه الموارد. ..فالمال تركز في الشمال مع قلة السكان ... و السكان تركزوا في الجنوب مع قلة المال

ومن خلال هذه العاصفة فالشمال يخسر المال في الوقت الحاضر والجنوب يخسر السكان إذن فالجميع خاسر وهكذا تفعل العواصف

ولو سمح فقط للجنوب أن يحسن اوضاعه لما كان عدم التوازن كبير ولما كانت هناك عاصفة او على الأقل كانت العاصفة صغيرة

اما لو كان الشمال سمح بتدفق المال والبشر بشكل طبيعي لكانت تدفقات الامطار بدون عواصف

ولو ترك للعاصفة ان تستمر فلن تتوقف الا بعد ان يخسر الشمال معظم المال والجنوب معظم السكان

لكن الله لن يسمح بذلك فلو سمح للعاصفة ان تستمر  لأهلكت الحرث والنسل... ان الله يوقف العاصفة من خلال تغيير درجات الحرارة وبالتالي الضغط الجوي ومن ثم فانه يغير الظروف التي أنتجت  العاصفة الى عوامل تنهيها.

 وهذا هو ما يحدث الان فالعاصفة تلتهم الاشرار من خلال القتل وتلتهم الأموال في شراء الاسلحة والولاءات وسياتي الوقت الذي لا يستطيع من صنعوا العاصفة ان يتحملوا اعباءها ولا يستطيعون تبريرها

فما دام وقد سمح لهذه العاصفة ان تصل الى هذا الحد فانه لا بد وان يسمح لها ان تضعف نفسها بنفسها وذلك من خلال الابتعاد عن مسارها حتى لا تلتهم الجميع

و قريبا سيسمح للتغير الطبيعي ان يسير كما اراده الله وسيدرك الجميع ان الجزيرة العربية كما هي جسم جغرافي واحد  فانها كذلك تجمع انساني واحد .... لم تستطع الصحاري والجبال عزل بعضه عن بعض...

فإن المتسيسين لن يقدروا على ذلك أيضا ....

 فقط دعوهم يدمروا أنفسهم بأنفسهم..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24