الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
حوض إب المائي يذبح يا محافظ .
الساعة 16:56
أحمد طارش خرصان


تغرق المدينة في ظلام واقعها البائس ...
تتلفت، فلا تجد غير خيالات مفتتةٍ وأجساد ضامرة ، تقاسمها الضجر واليأس والإحباط ، وبقايا كائنات لم تعد تملك ما يربطها بالحياة سوى رمقٍ بسيط ، لا يبدو أنه سيصمد في وجه الضربات المتتالية لرماح العبث واللا اكتراث المطبق على جهات المدينة الأربع..

لم تجد المدينة في دروب خيبتها ما تدفع به ، نعمة السلام والطمأنينة المكلفة ، ولم تعد تحكم قبضتها على شيء سوى الفراغ الباعث على الندم والحسرة ..

لا يدرك أولئك ... ما الذي تدفعه إب مقابل ما تنعم به من حياة رخيصة ومنتقصة ، ولم يحدث أن عثرت إب على إجابة مقتضبة لسؤالٍ ، لم يتغير البتّة منذُ وجدت إب نفسها في مرمى القنص والسطو والعبث .. لماذا تتقبل إب كلَّ هذه الوضعيات السيئة دون أن تنجز شيئا ما في سبيل تحريك وتغيير واقعها التعيس والبائس..؟

لا إجابات قادرة على إزاحة الألم جانباً ، والتجوال في أزقة الشعارات التي لم تعد أكثر من عملية ابتزاز وامتصاص لآمال إب بالنجاة وتجاوز فوهات اليأس ، وهي تصوب كل رصاصاتها باتجاه رأس المدينة الفارغ إلَّا من اسطوانة غاز وكيس قمحٍٍ ، صار اليوم - وبفضل السلام والأمن - غاية كل مواطن ومنتهى أحلام الواقفين على حافةِ الجوع الوطني والخراب المقدس .

تجف خيارات المدينة في الخلاص من قبضة السطو والعبث ، وتتبخر لحظات الفرح من على أوجه الشوارع وأزقتها ، مكتفية بكونها المدينة التي ترفض جرَّ رجلها إلى الحرب ، لكنها ألفتْ نفسه تعيش الحرب وتبعاتها الكارثية ، ودون أن تضغط على زناد بندقيةٍ ما .

تتزايد حوادث السطو و( التهباش ) على ممتلكات من لا سند لهم ولا ظهر ، وبنسبٍ تجاوزت الحدّ الذي يلزمنا برفع أصواتنا ومطالبة طرفي السلطة ( على اعتبار أن الحوثيين لا زالوا محتفظين بهيكلهم التنظيمي ، ولم يقتنعوا بعد بكونهم الحاكم المالك للقرار ) والسلطة المحلية والتي لا يمكن لقراراتها أن تصل أبعد من الحدود المرسومة لها .

يبدو أن إب ستجف قريباً وستتعرض لكارثة بيئية لا مثيل لها ، بحسب الأنباء والممارسات التي يقوم بها متنفذون في الحوض المائي ، وبتواطئ - ربما - من جهات بعينها ، أرادت أن تمارس السطو 
لكن بطريقة ، قد تسقط صفة الدولة محولة إياها إلى ما يشبه عصابات السطو والتهباش المنتشرة في إب .
لم يحرك الحوض المائي وعمليات السطو عليه الجهات المسؤولة من سلطة محلية ومكتب الأشغال ، وكأن الأمر لا يعنيهم البتَّة ، ما يدفعنا إلى رفع علامات التعجب تجاه ذلك الفعل المستهتر والكارثي ، والذي سيفضي - إن لم تتوقف هذه الممارسات - إلى القضاء على ما تبقى لإب من منافذ حياة ، لم يطلها العبث والسطو .

يتناقل البعض أنباءاً عن السعي الحثيث إلى إفساد مستقبل إب المائي ، واستنزاف آخر لحظاتها النظيفة ، وإفراغ أوساخ الواقع السيء في حوضها المائي ، وبيقين من لم يكترث بسلطة ودولة ، أثبتت الأيام خطيئة تواجدها على سدة الحكم .

لم تثر قضية الحوض المائي أحداً حتى اليوم ، عدا البعض من النشطاء والإعلاميين ، ولم يعر مكتب الأشغال الحدث ما يستحقه من الإهتمام ، ولعل من المفارقات العجيبة ما يتناقله البعض عن الخطوة التي لم تعلن حتى اليوم، والمتعلقة بإجراء حزمة من التغييرات في مكتب الأشغال وفروعه بالمديريات ، كطريقة جيدة - كما يعتقد - لتحسين الأداء وبتكتم وإبهام وغموضٍ ، قد يدفعنا إلى الظن أن ثمة تصفية حسابات في العملية برمتها ، متى علمنا - بحسب ما رشح من تلك التغييرات - أن ذلك الإجراء كان إجراءاً عقابياً قياساً على ما يتمتع به من طالهم ذلك الإجراء من سلوكيات وسمعة حازت الإجماع من أبناء إب جميعاً .

لعل مدير المتطقة الثانية ( أبو ذر الغشم ) هو النموذج القابل للقياس عليه ، والذي يستحق التقدير لا تغييره واستبداله بآخر ، لن يكون بجودة العزيز ( أبو ذر الغشم ) والطاقم المساند له من موظفين ومهندسين على رأسهم المهندس يوسف الورافي .

لم أتأكد بعد من حقيقة التغييرات ، لكن ما أنا متأكد منه أن ثمة رغبة لإزاحة العزيز والصديق أبو ذر الغشم ، وأن ترتيبات صورية لتنفيذ هذا الإجراء دون موافقة السلطة المحلية ، أو إطلاعها بأخطاء وممارسات من طالهم التغيير ، حتى يمنح الإجراء أو خطوة التدوير المشروعية والقبول. .

لا أدري هل سيمهر المحافظ الشيخ عبدالواحد صلاح حزمة التغييرات بتوقيعه ، كي يكمل مكتب الإشغال مهمته ،المتمثلة في تنفيذ مذبحة غير قانونية ، يكفي أن تعرف فداحتها، إذا ما علمت أن مدير أشغال المنطقة الثانية هو المستهدف الرئيس في هذه العملية الإنتقامية - كما يبدو - ولأسباب لا يمكننا التكهن بها اليوم، لكن الوقت كفيل بإزاحة الستار عنها....

على المحافظ أن يقول كلمته في الذي يحدث ويطال الحوض المائي من عبث ، وهو المنوط به إيقاف
المذبحة التي يسعى مكتب الأشغال لتنفيذها دون اعتبارات للمهنية والسلوك والممارسة الجيدة....
إب تذبح وبيدين ستكون اليد التي منحت السكين لليد الأخرى يا محافظ...

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24