الجمعة 03 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
سام الغباري
يا جمـــال ..!
الساعة 18:10
سام الغباري

ليتك قتلته طفلًا ، دهسته بدبابة واعتذرت لوالدته فما كان ليخرق سفينتنا ويهدم جدارنا ، كان جائعًا حافيًا مريضًا بائسًا عاريًا ، ولد في قرية الزعيم "عبدالله السلال" ،فجئت إليه وإلى آبائنا وأجدادنا لتخرجهم من الجوع إلى الحياة ، ومن العبودية إلى القيادة ، ومن تقبيل تراب نعال سيدهم إلى رئاسة الجمهورية ، اسمه "علي عبدالله صالح" خارق مروءة سبتمبر المجيد .. وليتك قتلته يوم أخضعت "سنحان" للجمهورية .. هل رأيته ؟ هل عرفته ؟ هل صافحته ؟ ، لو أنك نظرت في عينيه ، لو أنه رءاك فقط ، لو أنه زار ثراك الطيب ما ضاع مجد أمتنا .
..
يا جمال ..
أنت أبي ، علّمتني ، أدخلتني مدارس الجمهورية ، علّمت أبي وأمي ، أطعمتني ، أمنتني ، ارتديت حذاءي الأول ، غنيت وأحببت هاشمية لم تحبني ، اشتريت اقلامي ودفاتري ، عرفتُ الحاسوب والأمل ، أكلتُ كل شيء ، رأيت النور والكهرباء والماء يتدفق من صنبور منزلي ، كتبت ، صرت صحافيًا ومديرًا ، واليوم أنا أصدر كتابي الأول .. لقد صنعتني يا جمال ، خلقت وظائفي ومستقبلي ، وجعلتني إنسانًا .
..
يا جمال
يا أبي ..
لقد عادوا ، ولكنهم تأخروا كثيرًا ، وقد صرنا أقوياء ، أنت عاصفة الحزم الأولى ، بطل الإنسانية ، إمام الزمان ، وعميد جمهوريتنا وأبانا المؤسس ، معك رفت أحلامنا ، وبك انعتق شعب بأكمله من عبودية الولاية والعار إلى رحاب الضوء والقوة ، قلت أننا رجال ، أننا يمانيون ولنا أرضنا وحقوقنا وبيوتنا ودستورنا ، فوهبنا الدم الغالي في سبيل صراطك القويم يا آخر الخلفاء .
..
يا جمال ..
لقد أخرجونا من ديارنا ، ولكننا نعود ، نهزمهم ، ندمرهم ، نمزق أحلامهم وأوهامهم ، نشردهم في شعاب الجبال وبطون الأودية ، حرمناهم الأمل والمستقبل وغرسنا في كل جسد رايتك المجيدة ، يا صانع مجدنا وقائد أمتنا الأولى ، ونظامنا وجمهوريتنا .
..
يا جمال
يا أبي ..
هل تسمعني ، هل ترى رجالك ، عيون أبطالك ، وسواعد الفتية الذين رفعتهم إلى الشمس لينالوا قسطًا من الجحيم يحرقون به اعداء ثورتنا العظيمة ، ما اعظمنا وانبلنا ، نحتشد اليوم في كل تبة وجبل ، على سطح كل منزل وفوق رأس كل سلالي لعين لإشعال جذوة من شمس 26 سبتمبر البهي ، تتلألأ اليوم كأنها شهقة حب الفردوس ، درجة من جنة الرب ، سعادة وعبادة ، صلاة في محراب الله .
..
يا جمال ..
لعينيك السلام ، ولقلبك الكبير مجد الخلود ، وليديك وهامتك وقامتك وبطولتك الشرف النظيف ، فمعك جاء سبتمبر المجيد لا ينكسر ، ولمصر كلها بهاء الله وحُـبه ، لرجالها الخالدين توجب الزيارات ، ولثراك الطيب تحج قلوب اليمانيين فرضًا من أهداف سبتمبر ، وعهدًا في دستورنا الجديد .
..
يا جمال عبدالناصر ..
يا أبي ..
سلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏
 
 

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24