الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أنيسة اليوسفي
وعام دراسي أطل
الساعة 19:44
أنيسة اليوسفي

أقبل العام الدراسي على كل طلاب الدنيا… أقبل عليهم وهم ينتظرونه ، كما تنتظر الأرض الجدباء ماء السماء، أقبل العام الدراسي على كل طلاب المدارس وقد أعدوا له عدته من حسن الاستقبال ، ناهيك عن الشوق  الجارف لفناء المدرسة   ، للمعلم ،  للكتاب ، للحقيبة المدرسية  ، للفصل الدراسي وللصحاب .

أقبل العام الدراسي بألقه ونقلاته وفي جعبته خيرا كثيرا وعلما غزيرا ومهارات متنوعة  ومعارف سيجنيها الطلاب خلال عام كامل حافل بالعطاء ، وسيقبلون على ذلك بحب وشوق ومثابرة واجتهاد  بعد إجازة استنفدوها لعبا ومتعة ورحلات وسفر .

نعم سيعود في موعده الذي لا يتأخر عنه كل عام ، يحمل البشرى  لكل تلاميذ الدنيا ، إلا تلاميذ مدينة تعز سيحرمون منه وقدر لهم أن يحرموا عاما دراسيا ، ليس بفعل الحرب والحصار وقذائف الموت التي تحصد أرواحهم تباعا منذ سنوات ثلاث فقد كانوا أقوى من كل أسلحة الموت والدمار ، واصلوا دراستهم بفضل تضحيات وتعاون أبناء هذه المدينة من المعلمين ومن وقف بجانبهم من التربويين الإداريين ،  هؤلاء قدموا كل ألوان التضحيات ولولا الوضع المادي لظلوا يقدمونها حتى يأتي فرج الله على هذه المدينة المخذولة التي يتآمر عليها الصديق قبل العدو. 

ثلاث سنوات وأبناؤنا يدرسون في ظل الحرب ، نعم تأثر تحصيلهم العلمي ، لكنهم ما توقفوا عن الدراسة !!!!! ، ولم يصل الأمر أن يحرموا منها ظلما وقهرا !!!  إلا حينما ثنت عطفها  شرعيتنا وحكومتنا عن الإصغاء لنداءات المعلمين وحقوقهم  .

شرعيتنا وحكومتنا هي من تحرم أبناء تعز اليوم حقوقهم الإنسانية  والتعليمية والقانونية ، شرعيتنا اليوم بصمتها وتجاهلها حقوق المعلمين خاصة وكل القطاعات الحكومية عامة هي من  تجرم في حق تعز وأبنائها ..بل و تفعل مالم يفعله العدو بها ..إن كانت القذائف تقتل أفرادا  فشرعيتنا وحكومتنا تقتل محافظة  بأسرها  وتئد جيلا بأكمله.

فلماذا كل هذه الحرب المسعورة على هذه المحافظة وأبنائها ؟

فإن كنا قد صمدنا أمام ترسانة الإنقلابيين الوحشية ومن يلف لفهم فإننا لن نسكت أمام قضية تدمير جيل متطلع لحياة مدنية وعيش كريم .

ومهما تكالب علينا الأصدقاء قبل الأعداء فإن الله غالب على أمره… ولكن أكثر الناس لا يعلمون وصدق الله العظيم القائل أيضا(  ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) وستعلم الشرعية أي منقلب ينقلبون .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24