الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أنور الأشول
فتات المال مقابل تفتيت اليمن
الساعة 15:41
أنور الأشول

ظل اليمنيون على مدار تاريخهم الذي يرجع لآلاف السنين ضحية الإشاعات والانزلاق وراء الفتنة، وكثيرا هي شواهد العصر القديم والمعاصر على ما قدمه اليمنيون من تضحيات جسيمة وإزهاق للأرواح نتيجة للفتن والنعرات.

 وإذا ما فتشت عن السبب ستجد أن  في اغلبها  طرف ثالث يقف وراءها وفيد المال، الذي لم ينل منه اليمنيون في كل معاركهم وتضحياتهم سوى الفتات وخيبات الندم بعد كوارث ما كان يجب أن تحدث..

حروب داحس والغبراء والبسوس واقتتال قبيلتي الأوس والخزرج  وبعدها القيسية واليمانية وغيرها من الحروب القاسية  سجلها التاريخ في صفحات من دماء اليمنيين.

وفي عصرنا الحالي مع تطور آلة الفتن تعود الحروب بأشكال جديدة وبالات العصر الحديث، ولكن أيضا بفتات المال والارتهان للإشاعات وتاجيجها منها حروب الشمال والجنوب وحروب المناطق الوسطى وتصفيات وتناحر بين الإخوة سقط على أثرها الآلاف من أبناء السعيدة.. ناهيكم عن الغدر والخيانات والاغتيالات التي تمت في العصور الحديثة وذهب ضحيتها عدد كبير من خيرة رجال اليمن كالحمدي وسالمين وغيرهم نموذج لأفعال التصقت بالطرف الثالث المال مقابل الفتنه وما ادراك من يملك المال الذي يحرك في كل مذبحة..

لم يهدأ اليمن على مر التاريخ القديم والمعاصر وظلت الفتنة والأطراف الخارجية تعبث بهذا الشعب الشجاع الأشم ناهيكم عن الاستغلال الديني المسيس وإثارة النعرات القبلية التي عصفت به خلال حقب زمنية مختلفة وكلما التأمت جراح اليمنيين ظهرت  لهم آفة جديدة تنكئ جراحهم ليستمر النزيف الدموي والتآكل لخزان اليمن البشري..

قليلة هي سنوات الرخاء التي عاشها اليمنيون في وقتنا المعاصر وقليلة هي حظوظ الساسة الذين حكموا اليمن بمنأى عن الفتن والصراع الداخلي؛ إلا أن الطرف الثالث حاضرا ومستكينا وفق مصالحه وحالما تحدث سانحة لا يتأخر في بث سمومه والإفراط في حقده على اليمن أرضا وشعبا، وهو ما جرى ويجري حاليا في أرض السعيدة، وليس خافيا على احد.

والأغرب أن الانسياق في كل مأتم وراء فتات المال يجهل أمراء الحروب من اليمنيين أنفسهم أن مخزون بلدهم يجعلهم ملوك على الأرض دون اللجوء لسفك الدماء، فلا يتدبرون أو يعقلون،  وهكذا فتات المال مقابل تفتيت اليمن في كل مرحلة وفي كل حقبة دون الأخذ بالعبر والدروس.

اليوم وبعد ثلاث سنوات من الأزمة في اليمن نجد أن ما جناه المتحاربون هو فتات الفتات وما دفعته اليمن لا يقدر بثمن من أرضها ورجالها وخيراتها، ومازالت عجلة الفتنة وآلة الموت تحصد كل شيء بلا هوادة وعلى مرأى ومسمع من العالم، فأي مكاسب جناه هذا الطرف أو ذاك لا تعد سوى الفتات بمقياس المكسب والخسارة، ولازال المجهول وضبابية الأوضاع في اليمن هي العنوان الأبرز.

 فهل آن الأوان لاستراحة المحاربين.. أو على اضعف القول نرفع سقف الارتزاق المالي بدلا من الفتات الذي تقتاتونه مقابل أعظم ما نملك وهو المستقبل (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) صدق الله العظيم.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24