الجمعة 03 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
الورع لابساً بزَّته العسكرية
الساعة 21:31
أحمد طارش خرصان

لا يبدو أنهم توقفوا ، ولا يوجد ما يشير إلى ذلك .
تواصل مقبرة أكمة الصغفاني الحضور كفريسة قابلة للسطو ، فيما يفضل رجل البر والتقوى ، تهدئة اللعب وإفساح المجال أمام مساعديه الميامين لإنضاج الصفقة المربحة بطريقتهم المخرسة لكل الأصوات الشاذة ، بحسب توصيف أبطال الموقعة العامرة بالورع والتقوى .

تتجمع الذئاب حول الفريسة ، وتكاد أن تنشب مخالبها في جسد المدينة الهش واليابس تماماً .
كنت كتبت ما يشبه التماساً بتوقيف هذا ( العمل الخيري ) ، وبيقين من اطمأن للنتيجة التي سيجلبها ذلك الإلتماس ، دون أن أدرك ( لامبالاة ) فريق الخير المرافق لرجل البر مروان صبرة ، إذْ بدا واضحاً أن فريق العمل الخيري ماضٍ في منح الموتى ما يستحقونه من التقدير والإكبار لحرمة أجسادهم المتحللة وعظامهم المنكشفة على مدينة ، أشعرها عصام المخادري وعبداللطيف المعلمي أنها تعيش بذمّةٍ معطوبة ووجه ( مدحوس ) .

يسعى البعض جاهداً إلى تضليلنا بطريقةٍ خبيثةٍ ، تنحصر بدايةً في الحديث عن الأبعاد الإنسانية والدينية في تسوير المقبرة ، وتصوير تلك الرغبة كأنها ناتجة عن إيمانٍ وورع ، وحدهما من كانا حاضرين في ذلك الهدف النبيل ، والذي يوجب - بحسب مستشاري السوء - تقديم الشكر والإمتنان لفاعل الخير سالف الذكر ، نظير هذا البذل والعطاء الإستثنائي بغية مرضاة الله . يسترسل ( الأباليس ) في تسويق خطورة العزوف والوقوف بوجه هذه الخطوة ، مع الإستشهاد بالأحاديث والأيات القرآنية التي تحض على مثل هذه الأعمال ، وضرورة تشجيع هكذا خطوات وأعمال خيرية ، قد لا يغفل أولئك المؤمنون اختيار ما يختتمون به هذه الدعوة بالقول إن ( الدال على الخير كفاعله ) ،  وهي طريقة جيدة للتخفي خلفها وصرف أنظار المجتمع عن الهدف الحقيقي والمكاسب التي سيجنبها ذلك المؤمن الورع قياساً بما سينفقه في تسوير تلك المقبرة .

ربما يجب على الشيخين الجليلين الشيخ عبده عبدالله الحميدي ، والشيخ محمد المهدي ، لزوم منزليهما والتفرغ لتدبير شؤونهما وحياتهما الخاصة ، وأن يكونا مطمئنين لحال إب وقد ظفرتْ بأصحاب الفضيلة ( مروان صبرة وعصام المخادري ) كفاعلي خير ، لن يدخرا جهداً في سدّ الفراغ الذي سيخلَّفه الشيخان الجليلان ( الحميدي - المهدي ) حفظهما الله تعالى ، لتعيش إب مرحلةً جديدةً من التكافل والرخاء والفضيلة.

يواصل فضيلة الشيخ عصام المخادري إرسال مجساته في كل زوايا المدينة مستكشفاً ما يصلح لتهدئة وإرضاء نهم رجل الإحسان والبر القاضي مروان صبرة ، ويجهد نفسه في إثبات قدرته على تنفيذ ما أُوكل به ، والذي وصل ذروته بإحضار مجموعة من الشخوص ( عقال حارات المنطقة ) ، لا يبدو عليهم الورع ومظاهر التقوى ، غير أنهم يتمتعون بذمم معطوبة وضمائر تالفة ، لم تنجح حتى اللحظة في تمرير الصفقة المربحة تلك ، ليقف أهالي المتطقة ( أكمة الصعفاني ) في وجه العمل الخيري الذي حضر باكراً ببزّته العسكرية الرسمية في حادثةٍ ، لم يسبق لإب أن شهدت مثلها ذات يوم . 

تتفوق إب على مثيلاتها من المدن ، ويرتفع مؤشر الفضيلة فيها ليصل الذروة ، والذي لم يكن متاحاً قبل بزوغ نجمي الأعمال الخيرية والإنسانية ( مروان صبرة وعصام المخادري ) ، والذين قدما سبقاً جديداً في تنفيذ المشروعات الخيرية والتي حضرت اليوم ببزتها العسكرية ، ومتشحة برغبة - متخففة من المصالح - في ستر عورات الموتى ، وسد المنافذ التي يتسلل منه الشيطان لإغواء البشر ، والنأي بالمكان ليكون روضة للموتى لا ساحة للعشاق ومحبي الإنحلال الأخلاقي والسقوط القيمي . بحسب ما يطرحه دائما فضيلة العلامة عصام المخادري وعلى النحو الذي يشعرك بحرصه المبالغ فيه ، على الذوق العام وتجنب خدش القيم المجتمعية أو التعرض لها بسوء .

لا يبدو عبداللطيف المعلمي بعيداً عن هذه المسرحية الهزلية ، غير أنه اكتفى بدور الكومبارس تاركاً للعلامة الجهبذ عصام المخادري دور بطلٍ ، انتهت به الأيام ليؤدي هذا الدور البائس والسيء وغير اللائق.

أدرك شهامة ومروءة الشيخ عبدالواحد صلاح ، وأدرك الخيرية التي تسكنه ، وأعلم تماماً كغيري أن الشيخ عبدالواحد صلاح يمتلك من القدرة واتساع الأفق ، ما يمكنه من رفض هذا المشروع والإنحياز لصوت أبناء المنطقة وإرادتهم ، وأنه سيدرك من خلال ما عرف به من نقاء وطيبة ، مكامن الخلل الذي سيعبر منه السوء وسيتمكن بحنكته من سد تلك الفراغات ، وبما يدفع عن أبناء تلك المنطقة - ونحن -الشعور بالغبن والمرارة .

ينظر الشيخ عبدالواحد صلاح إلى الجانب الجيد من عملية تسوير المقبرة ، والتي قد تبدو - بحسب ما رشح من معلومات - هي الغائب عن الشيخ عبدالواحد صلاح .

ربما يتوجب علي الإفصاح عن الجانب الآخر من عملية تسوير مقبرة أكمة الصعفاني ، معتمداً على ما تبقى لدي من قدرات رياضية ، سيكون من اليسير على الشيخ عبدالواحد صلاح فهمها واتخاذ القرار المناسب تجاه هذه العملية. 

سيصل تكلفة السور بحسب العلامة عصام المخادري إلى ما يزيد عن ستين مليون ريال ، سيتحصل بموجبها فضيلة العلامة القاضي مروان صبرة على المساحة الأمامية المقابلة لمبنى الأوقاف في شارع الثلاثين والتي يقدر طولها ب( 80 - 90 ) م وبعمق ( عرض ) 12 متراً ، ليكون إجمالي المساحة بضرب الطول في العرض 1080م مربعاً ، يتم قسمتها على 56م مربعاً ( مساحة القصبة ) 
وبما يعادل ( 19.29 قصبة ) ، قد تصل قيمتها إلى ما يزيد عن ثلاثمائة مليون ، وهو ما ينسف ادعاءات صبرة والمخادري والمعلمي وينفي الخيرية عن فعلهما الذي يمكن وصفه بالعمل الذي ظاهره الرحمة وباطنه الخراب والسطو والمصلحة .

أراهن على ما سيتخذه الشيخ عبدالواحد صلاح لمنع هذه العملية ، وبيقين من يؤمن من هو ( ولد أحمد صلاح ) ، كما يذكره كثيرون ويعرفون منبته الكريم وفطرته السليمة ، وأن الشيخ لن يتمسك بعاهتين ويدير ظهره لكل أبناء المنطقة بعد أن خرج الجميع ( رجال - شباب - أطفال ونساء ) رافضين هذه العملية الخادعة ، ومؤكدين على حقهم في مواجهة المعتدين وأذيالهم  والذين كانوا أشبه بمجسات قادرة على تسويق الزيف واستباحة القيم والثقة التي مُنحت لهم .
سننتظر ما يكون وبأمل من سيجد صرامة الشيخ وقوله الفصل كما حدث مع ساحة خليج الحرية 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24