الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
إب وآفات الخراب
الساعة 18:18
أحمد طارش خرصان

لم تعد ورطة هذه التي تقضمنا دون هوادة ، ولم يعد هنالك من ثقب يمكننا من الإفلات من هذا الخلل ، وليس أمامي سوى الإستسلام لكل الأقدار ذات الطابع التعيس ، والتصرف كما لو كنت عابر سبيل فتك به الوهن ، وصار آخراً لم يجد ما يربطه به ، سوى أنهما نسختان لرجل بلا مستقبل .

في إب حيث تُلتهم الآمال بضراوة ، وكأن إب أعدتْ - فقط - لتلعب هذا الدور البائس والمخجل ، دون أن تحاول - ولو - تحسين شروط ذلك الإستلاب والرضوخ وتقبل الهزيمة كباقي المدن المذلة ( بضم الميم وفتح الذال ) ، بيد الحوثي وصالح . 

يخلق السلام في إب مدينة هندية بإمتيازٍ ، ويكاد واقع الحال الذي تعيشه إب أن يشطرها إلى شطرين ، يمتلك أحدهما كل شيء في حين لا يمتلك الآخر أي شيء .

يتكدس الرجال المحطمون في كل تفاصيل إب ، وتتلقى أحلامهم الركل في مؤخراتها ، وعلى النحو الذي يشعرك كم أن إب مدينة عامرة بالحظوظ السيئة .

لم تكن رائحة عبداللطيف المعلمي هي الوحيدة من بين كل الروائح التي تخنق إب ، ولم يكن المعلمي سوى سيء واحد في طابور طويل مزدحم بالسيئين ، أولئك الذين لم يستمع أحد لتوسلات إب ورجاءاتها البائسة وأملها في أن تصحو لتجد نفسها جافة وخالية من ذلك العابث السيء ومن بشبهونه في السوء .

لم يقرع صراخ الناس في إب ضميراً للسلطة المحلية أو مروءةً - غافلت الجدب - يمكنها أن تعيد - ولو - ترتيب السوء والتخفيف من تمدده وتوسعه ، ليلتهم هوامش حياة مواطنين في مدينة ، وجدوا أنفسهم فيها بلا رواتب وبلا ناموس أيضاً .

أحاول إيقاظ ما ظل من قيم لدى الشيخ عبدالواحد صلاح ، متكئاً على إيماني بقدرته على الإستجابة لما يمكن أن يخفف من وطأة الموت اليومي ( سلْبَاً..إانتهاكاً وإذلالاً ) ، والذود عن مدينةٍ 
أجبرها حرصها وإكبارها لحرمة الدماء ومآلات الحرب ، أن تستسلم لرغبة الشيخ اللواء الدكتور عبدالواحد صلاح ، والذي سلمها عن طيب خاطر للوكيل الفني - هكذا اسمه في صفحات التواصل الإجتماعي - عبدالواحد المروعي ، وفق ما جاء في محضر توزيع المهام بين وكلاء المحافظة الرسميين السابقين وبين المعينين أخيراً من قبل الحوثيين ، والذي بموجبه تمكن المروعي من الإستئثار بأكبر المكتب التنفيذية الإيرادية والمدرة للمال والجالبة للثراء ك ( الأوقاف - الهيئة العامة للمساحة والتخطيط العمراني - الأشغال - الموارد المائية ....وغيرها ) ، وكأن الشيخ اللواء الدكتور عبدالواحد صلاح سلمه ( بصيرة بيع إب ) بكل أحجارها وأشجارها .

تشير الوثيقة الممهورة بخط وتوقيع المروعي كرد على شكوى أحد المواطنين حيال أرضه في ( مريش ) ، والتي وجه فيها مكتبه بتشكيل لجنة للنزول إلى الأرض والرفع بما تم ، ملغياً دور الجهة المختصة المعنية ، ومانحاً صلاحيات تلك المكاتب لمكتبه المكتظ بعلماء الهندسة والخبراء المتخصصين في تلك المجالات المنوط به الإشراف على مكاتبها .

آخر إنجازات المروعي ومدير عام الأشغال كانت اليوم ،في شارع الثلاثين - منطقة الخربة - حيث تم السطو على سائلة الخربة والمساحة التي خصصها مكتب أراضي وعقارات الدولة ، أرضية لبناء مقر له على تلك المساحة ، وذلك من قبل رجل يدعى ( شُماسي ) ، والذي أصدر له مكتب الأشغال العامة ترخيص بناء مخالف ، ليعود نفس المكتب بردم قواعد وأعمدة البناء ، بعد تحرك مكتب الأملاك للدفاع عن حقه في تلك المنطقة .

لم تجد هذه الحادثة أي تحرك من قبل اللواء الشيخ الدكتور عبدالواحد صلاح ، ولم تدفعه للتحقيق في الأمر ومحاسبة الأشغال العامة ، ومن ثم المروعي - الذي كان حاضراً من خلال أخيه خليل اليوم - وبمنطق من يقدم سنداً وظهراً لشماسي ، ضد مكتب أملاك وأراضي وعقارات الدولة صاحب الحق في تلك الأرضية .
لا أجد ما أقوله غير أنني ألجأ في أحايين كثيرة إلى الضحك والتشفي بثورة إنتهت آخر الأمر
بين يدي ( المروعي - المعلمي - باعلوي - القفاز ). 
....
همسة
....
لا ردات فعل حول حادثة اختطاف صايل جمال الحميري في مأرب حتى اللحظة ، وكنت أعتقد أن محافظ مأرب سيتحسس نخوته ، ويعمل على إيضاح الأمر وإطلاق المختطف ، كي لا يتم التعامل بالمثل لأناس يؤمنون بالشرعية وبما يؤدي إلى شرعنة ردات الفعل المنفلته. 

أحدث عقلاء الشرعية - إن كان ثمة عقلاء - طالباً منهم عدم الإنصات للأصوات الحمقاء ، والنأي بأنفسهم من أن يكونوا تكريساً واقعياً للخطيئة ...
الخطيئة التي لن تتمكن من الإمساك - بمثل هكذا عقليات - بمفاتيح المجد .
....... 
إنتظار

لم يحدث ما كنت أنتظره من القيادات الأمنية تجاه ما تعرض له منزل عبدالمطلب الغيثي ، من اقتحام ومداهمة - وما نتج عنه من اختفاء لبعض الممتلكات الخاصة ، ولم يصدر عن الأجهزة المعنية ما ينفي أو يؤيد ما تم نشره ما قد يدفعنا إلى الجزم أن ما يتعرض له الغيثي لا يكاد يتجاوز عملية الإبتزاز وأن إدراج إبنه ضمن المطلوبين بتهمة قتل ابني ( العطاب ومعزب ) لا تبتعد عن كونها عملية ابتزاز مفضوحة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24