الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
عن مدينةٍ صالحة للسطو
الساعة 00:12
أحمد طارش خرصان

تجهد السلطة المحلية وتستنفر كافة قواها وأدواتها ، كتأكيد لما يقال عنه إن إب محافظة السلام وملاذ النازحين والفارين من جحيم ولهيب المعارك والحرب .

تتفتق عبقرية السلطة المحلية برئاسة الدكتور عبدالواحد صلاح وتظهر حجم التقدم في التفكير لديها وبناء الخطط والإسترتيجيات الكفيلة بتوفير أماكن الإيواء للنازحين .
تمعن السلطة المحلية في الإستخفاف بمدينةٍ ، لم تعد لتمتلك -وقد أجهز عبداللطيف المعلمي على كل أراضيها - سوى مصلى العيد الواقع أسفل جبل ربي ، كآخر ما ظلَّ في إب وما تبقّى لها في دولة الصمود والتحدي .

تعاني إب من متهبشي الأراضي ولصوصها المتشحين بشعارات الكرامة والإستقلال بالقرار السياسي ، لكنها ( إب ) اليوم تتعرض لعملية سطو من قبل من يقع على كاهله مسؤولية الحماية والردع لجموع المتهبشين ، دونما احترام لكل ما قدمته إب وتحملته من أذى وإذلال وانتهاكٍ ، كان يكفي - ربما - لأن تحدث قيامة لا ثورة بحسب تعبير البعض ، لكنها آثرت النجاة بناموس مكسور وأرصفة لم تنزف دماً لكنها نزفت كرامتها على مسرح السلام والنازحين وشعارات ، تتفق كلها في إلجام الضحية كمدخلٍ لممارسة نهبها وسرقتها على مرأى من العنف وهتك القوانين .
لسنا ضد النازحين لكننا ضد إستغلالهم بهذه الطريقة الصادمة للمدينة التي أتقن اللصوص سرقتها والسطو عليها منذ زمن وحتى اليوم ، وقد لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا إنّ إب كانت بحجم مسؤوليتها تجاه كل من لاذ بها ، وليس ذلك منًّا منها ، لكنه الواجب الذي يحتمه الدين والولاء والإنتماء لليمن العظيم ، غير أننا ندرك أن ثمة ما يمكن فعله لأولئك النازحين ، وبطريقة لا تترك بؤرةً للإسترزاق أو نافذةً للإبتزاز.

تتجاوز منظمة ( أكتد ) أهدافها إلى الحد الذي يضع الجميع وجها لوجه مع حلولها واستراتيجياتها حيال النازحين ، وذلك من خلال السعي لبناء غرف إضافية في مصلى العيد ، وبمساندة من السلطة المحلية ، والتي - كما يبدو - اقترحت المكان ، كحل آنيّ بحسب ما يقول مصدر في منظمة ( أكتد ) .

لا اكتراث بمشاعر مواطني إب في عقليات الفيد الجديدة / القديمة، ولا رغبة في منحها القليل من الهدوء كي تلعق جراحهاكمتشردٍ وطريدٍ ، وتستعير وجهاً آخراً بمساحيق قادرة على إخفاء الندوب والملامح الحزبنة على وجنتي مدينةٍ ، لم تزد عن كونها حساباً بنكياً وجاهزاً ، للإيفاء بالتزامات ونفقات مجموعة من اللصوص ورواد الفيد والسطو .

لم يجد الدكتور المحافظ سوى مصلى العيد لبناء مساكن جديدة للنازحين ، إذ كان بمقدوره وبالإتفاق مع مكتب الأوقاف استضافة أولئك النازحين في فندق فيروز الواقع في شارع العدين ، كبديل جيد وغير مكلف ، على أن يتم - لاحقاً -إخلاؤه وإعادته إلى وضعه السابق ، ولماذا لم يشر الدكتور المحافظ إلى استاد إب الرياضي ليكون مخيماً مؤقتاً لإيواء للنازحين ..؟
وكيف ضاقت إب بحيث لم يعد المحافظ والسلطة المحلية يرى سوى مصلى العيد ، وهل بالإمكان أن تقوم إب بإهداء المحافظ عدسة تكبير ، إذْ ربما حينها سيرى منتجع بن لادن في حراثة ليكون ملاذاً للنازحين لا ثكنة عسكرية وبؤرة عنف ومصادرة للحقوق والحريات ...؟

ولماذا على بسطاء إب - فقط - أن يتقبلوا توجيهات المحافظ - مهما كان سوءها - وهي تدرك أن توجيهاته غير ملزمة لأولئك الذين يحكمون قبضتهم على استاد إب ومنتجع بن لادن في حراثة ..؟
وكيف لا يستضيف عبداللطيف المعلمي مدير عام الأوقاف النازحين في فندق فيروز ، و لا يمانع في تأجير رجل الأعمال أحمد البصير مساحة تقدر ب( 2178.35 ) قصبة لإقامة مشاريع استثمارية ، يبدو أن رجل الأعمال أحمد البصير شرع في تشييد أساسات البناء لهذا المشروع الضخم ، وخطى الخطوة الأولى بالتنازل للمدعو أحمد الهتار بخمسين قصبة ، متحججاً أنه أحد شركاء مشروعه الإستثماري ، وبمباركة وتأييد من فساد يقف على رأسه المعلمي ...؟
أعيدوا النظر في السطو على مصلى العيد ، ولا تتحججوا بالنازحين وادخروا مشاعركم النبيلة ودموعكم فثمة ما يمكن البكاء عليه في قادم الأيام .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24