الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مروان الغفوري
قتال الإصلاح في صفوف الحوثيين
الساعة 14:57
مروان الغفوري

الخليج الإماراتية تشن هجوماً ساذجاً ضد حزب الإصلاح لأنه، بحسب الصحيفة:
في الشمال يقاتل في صفوف الحوثيين
وفي الجنوب يقاتل في صفوف القاعدة.

ما كتبته الخليج مجرد شاهد حي على حقبة البوست فاكت، أو ما بعد الحقيقة، التي انزلقنا إليها.. 

يمكن للمرء أن يقول إن حزب  الإصلاح لا يزال غير ناضج لخوض حياة سياسية واجتماعية آمنة، فلا تزال قواعده وقياداته مستعدة لارتكاب عمليات قتل مجانية إذا تعرض أحد مرجعياتها - قطب مثلاً- للنقد المنهجي.

يمكن القول إنه حزب لم ينجح بعد في تفريغ عقله من ضلالات وبارانويا القرن العشرين. فالشركاء يصبحون خونة وعملاء إذا قدموا مقاربات سياسية أو ثقافية تختلف عن مواقفه.

يمكن القول إنه حزب"قد" يمثل عامل عدم-استقرار في زمن ما بعد الحرب. فهو الكيان الأكثر تنظيماً، ولكنه يبدو دينياً أكثر من سياسي. وعلى الدوام يبدي استعداداً لتعريض مصالح مواطنيه للخطر بسبب تخندقه مع قوى دينوية خارجية. لا حد لحماسه لخوض غمار حروب جماعات الإسلام السياسي في كل العالم.. ضد مواطنيه في الداخل!

التفسير اللاهوتي/ الماورائي للسياسة،كما تكشفه دروس اليدومي على فيس بوك، يعرض كل السياسة في اليمن للخطر. نحن بإزاء حزب تقول لغته اليومية، والعملياتية، إنه بوعي أو لاوعي يقدم نفسه سفيراً لما/ من فوق السماوات، ويعتقد أن نجاحه السياسي عائد إلى امتثاله لمراد الإله وأن خساراته السياسية نتجت بفعل معصية جسيمة. ومن الصعب تخيل أن يخلفه حزب في السلطة ويعمل على تغيير برامجه واستراتيجياته. سينظر إلى ذلك بوصفه تبديداً لمكتسبات الله على الأرض. 

يمكن القول إن حزب الإصلاح استفاد كثيرا من ربع قرن من السياسة. لكن شروط العضوية فيه لا تزال كما هي منذ أكثر من نصف قرن.. منها أن تكون قد استوعبت "كتاب الدخول"، وهو ذلك الكتاب الذي ألفه عبد الله عزام "الدعوة الإسلامية ضرورة وفريضة". في الكتاب يقول عزام إن قصيدة التفعيلة - قصيدة بدر شاكر السياب- تمثل اختراقاً ثقافياً وخطراً أخلاقياً. عزام سيدعو، في خطابات كثيرة، إلى ما يسميه الجهاد بعد أفغانستان. من مشروعاته: استعادة كل شبر كان في حوزة المسلمين من قبل. أي الحرب على الفلبين وأسباينا ودول أخرى.

لا يبدي الإصلاح أي استعداد لخوض مراجعات. كما أن قواعده، وقياداته، تنهار عند أبسط اختبار جهد ويتجلى منها الديني بمأساويته ورعبه.. 

يمكن القول إن قيادات حزب الإصلاح غامضة على نحو مريب. وهي، رغم وجودها في الخليج، فشلت في تبديد الشكوك.. لأنها جزء من ماض سحيق. 

الموجات الجديدة من الحزب، التي عملت الوسائط الاجتماعية والمطارات على تبديد جزء من ضلالاتها، تسبق الحزب وفي أحيان كثيرة تفقد الشبه معه. لكنها،تحت اختبارات جهد بسيطة، تنهار  ويتجلى منها اللب الديني، بعتامة غير قابلة للتبديد. 

يمكن قول أشياء كثيرة..

أما الحديث عن قتال الإصلاح إلى جانب الحوثيين في الشمال والقاعدة في الجنوب.. فهذه ضلالات بالغة التفاهة. 

نعرف أن التحالف العربي يخشى أن يجني الإصلاحيون مكاسب نصر شارك فيه العرب من السودان إلى المغرب، ومن البحرين إلى الأردن.. 
فالإصلاحيون الذين فشلوا في بث الطمأنينة، واحتواء المخاوف، داخل تعز وحضرموت .. وبالضرورة لن ينجحوا في المهمة ذاتها لدى السعودية والإمارات.. 

مشكلة يا مدير

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24