السبت 27 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
وليد العليمي
صناعة الإرهاب
الساعة 13:28
وليد العليمي

 أود أن أشكر العديد من الناس أطبائي وممرضاتي، طاقم المستشفى الذي يفعل في هذه الأثناء كل ما في وسعه لمساعدتي. أود أن أشكر الشرطة البريطانية التي تحقق في قضيتي بجد واحترافية، وفي الآن ذاته تؤمنني وتحمي عائلتي. أود أن أشكر الحكومة البريطانية على رعايتي والاهتمام بي. عن حق أفخر أني مواطن بريطاني. أود أن أشكر الشعب البريطاني على رسائل الدعم والمساندة، على الاهتمام الذي أبداه تجاه محنتي أشكر زوجتي مارينا التي وقفت دوما بجانبي. فلتعلم أن حبي لها ولإبننا لا يعرف حدوداو لكنني إذ أرقد هنا، أحسبني أسمع بوضوح تام دقات أجنحة ملاك الموت. ليتني أفر منه، غير أن ساقي اليوم لن تطيعاني، ولن تعدوا بالسرعة التي أتمناها. وعلى هذا أظن أن الوقت قد حان لأقول شيئاً أو بضع أشياء لهذا الذي يسأل عن وضعي الراهن..لربما نجحت أن تسكتني، لربما نجحت أن تخرسني، ولكن للسكوت ثمن.. ثمن يُدفع، وقد دفعتموه.. دفعتموه حين إرتديتم ثياب البربرية، ثم دفعتموه مجدداً حين دني بكم للقاع، للمستوى الذي قبعتم فيه قساة متبلدي الإحساس، وأثبتم معه صدق كل كلمة قالها أعداؤكم وناقدوكم.أريتموني والعالم من بعدي أنكم تفتقدون كل احترام للحياة والحرية، تماما كما تعوزكم قيم الحضارة.ما قط استحققتم مناصبكم ولا مسؤلياتكم، ولا ثقة المتحضرين والمتحضرات.لربما نجحتم أن تسكتوا رجلاً واحداً، ولكن عواء الثوار والأحرار حول العالم سيدوي، حتما سيدوي، ويزلزل الأرض.. سيدوي أمام عينيك سيد بوتين. غفر الله لك ما اقترفته، في حقي، وفي حق روسيا الحبيبة وشعبها "  

 كانت هذه الكلمات الأخيرة "الوصية " للكولونيل /ألكساندرليتفينينكو الظابط السابق في المخابرات الروسية ، والذي إنشق عنها ، وأصبح مناهضا ً لها ، وفضح  الكثيرمن القضايا غير القانونية التي قامت بها ، فتم إعتقاله من قبل السلطات الروسية عام 1999م ، وتم إطلاق سراحه لاحقا ً ، بعد أن وقع على وثيقة تمنعه من مغادرة الإراضي الروسية ، ولاكنه تمكن من الفرار الي بريطانيا ، وأصدر إثنين من أشهر كتبه ، منها كتاب "تفجير روسيا " ، والذي كشف فيه عن قيام المخابرات الروسية بعمليات تفجير داخل روسيا وإلصاق التهم بالمعارضين الشيشان ، من أجل تحريض الشعب الروسي ضد الإقليات المسلمة ، وصناعة المبرارت لإبادة المعارضة الشيشانية ،كما كشف إلكساندرعن أشهر"مخبر"في العالم الإسلامي يعمل لصالح المخابرات الروسية ، وهو الدكتور/ أيمن الظواهري ،مساعد إسامة بن لادن ومستشاره الفقهي ،وكشف إلكسندر أن المخابرات الروسية دربت الظواهري لمدة ستة أشهرفي داغستان ، قبل زرعه بجوار اسامة بن لادن ،عام 1998م، وكان الظواهري ، هو من أقنع بن لادن بفتوى "جواز قتل كل من لايدين بدين الإسلام".

  قامت المخابرات الروسية  بإغتيال الكولونيل / الكساندرليتفينينكو ، في 23نوفمبرعام 2006م ،في لندن عن طريق تسميمه بمادة البولونيوم 210المشعة ، وأقيمت له صلاة الغائب في الجامع الكبير بوسط لندن بعد أن أعلن والده بأن أبنه ألكسندركشف له بأنه إعتنق الإسلام وذلك قبل يومين من وفاته وأنه طلب أن يدفن حسب مراسم الديانة الإسلامية. 

منذ أيام خلت ، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب ، في أحد مؤتمراته الصحفية  "أن إدراة أوباما هي من صنعت داعش " ، قبل ذلك إعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة  والمرشحة الخاسرة لإنتخابات الرئاسة الأمريكية "هيلاري كلينتون " في كتابها "خيارات صعبة " بمساهمة الولايات المتحدة في صناعة داعش ، إن الإرهاب حول العالم هوصنيعة الدول الكبري ، وفي مقدمتها " الولايات المتحدة " و"روسيا" ، إن مخابرات هذه الدول على مدى العقود الماضية ، دأبت على أن تكون مطية ل" اللوبي الصهيوني " ،ووكيل مجتهد له .

 وهذه الدول هي من دفعت الأنظمة الحاكمة في الشرق الإسلامي ، لصناعة دُمى الإرهاب ، وإرتداء رداء المحارب له ، من أجل ضمان إستمرارية بقائها على كراسي الحكم ، وإستمرارية إستبدادها وولائها المطلق لهذه الدول ، إن هذه الدول الإمبريالية الكبرى ، الحليفة للكيان الصهيوني ، تسعى بكل قوة وجهد على مدى السنوات الماضية ، لإلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي .

لقد فقدت هذه الدول مصداقيتها ، وقيمها بكل تأكيد ، وما مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ، إلاخدعة سمجة بغطاء دولي ، لرعاية المصالح الذاتية ، الضيقة ، والأنانية لهذه الدول ، إن النخب الحاكمة في هذه الدول ، أصبحت تشكل عبأثقيلاً على المجتمع الدولي ، المتطلع للسلام والإستقرار ، وأصبحت عبارة عن بؤر توتر ، يعبث بالأمن والإستقرارالعالمي، شرقا ًوغربا ً ، إن المسؤولية الكبرى الأن ، ملقاة على عاتق الشعوب الحرة لهذه الدول ، وعلى مؤسساتها المدنية المستقلة ، في التخلص من هذا العبأ الثقيل الجاثم على الصدور الحرة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24