الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
إب .... في مرمى العدوان
الساعة 00:21
أحمد طارش خرصان

منذُ تواجده هناك ، لم يتعرّض لأيّ أذىً حتى اللحظة ، يجيد التّنقّل وسط كل هذه الأحداث بهدوء راسخٍ وطمأنينة تامّة ، ما يدفع أحدنا للجزم بمناعته ضدّ الأخطار وتقلبات الدهر .
يتحرك بأريحية منْ لا تعُجزه المصائب عن إيجاد ما يناسبها من الحلول ، وينال من توقعاته بسهولة ويُسْر دون أنْ يكلّفه ذلك شيئا ، سوى القليل من المرونة والّلين ، وبعض الإستعداد والتخطيط المُحْكم لمواجهة ما يعتقده خطراً ، مُتَمثّلاً المثل الشعبي السَّيّء القائل ( أدْهُنْ الّلقْفْ ( الْفَمْ ) ... تَسْتَحْ الِّلحْيَةْ ) .

تبدو عملية الإقتراب منه مضنية إلى الحدِّ الذي تشعرُ معه ، وكأنك تقترب من مخلوقات خرافية ، وعوالم ضَاجّة بالأضداد والمتناقضات .
لا تدري وأنت تتابع نشاطاته وممارساته السيئة ، كيف يتمكن من الإفلات من سهام النشطاء وأقلامهم ؟ وكيف يتحول إلى ملاك وصاحب مروءة وجميلٍ ؟ 
لم تنجح محاولات البعض اليتيمة من اختراق تحصيناته وأنساقه الدفاعية ، ولم تنجح سلطات ما بعد فبراير2011م في الوصول إلى إعلان خاتمة لائقة به حتى الآن .
يقدم نفسه بطرق مختلفة ، لكن إب تعرفه جيداً ، وربما سيكون الوحيد الذي ستقيم له المدينة نصباً تذكارياً خاصاً به ، وحتى وإن لم يكن ذلك فهو الوحيد الذي يبرع في أن يظل لصيقاً بذاكرة الأجيال القادمة .

لم يعد في تفاصيل المدينة ما يكفي لأن يجد تلميذ مساحةً ما لمرفقٍ تعليمي جديد ، كما ولن يجد مريض ما مساحة لبناء مرفقٍ صحي جديد أيضاً ، ولن نجد نحن سوى رائحته التي مرَّتْ من هنا كطامة ، شقت طريقها في دنيا ، لم تترك لنا سوى هذه ( الأَرَضَةِ) التي نالت من إب... كل إب .
أتحدث عن البطل الأسطوري عبداللطيف المعلمي وهو يخوض معركتنا الوطنية في ساحات الأوقاف ، كقائد عسكريٍ محنكٍ نجح - حتى اللحظة - في تفتيت جبهة الأوقاف والنيل منها بجهد أقل ودون خسائر حتى الآن .

لم تنجح آلة الحوثيين في اختراق دفاعاته القوية ، وتمكن ببسالة من الفتك برتل من وكلاء المحافظة ( البسطاء ) والذي كان آخر طلب قدمه أحدهم لصرف ( أربعة إطارات ( كفرات ) لسيارته ) ، ليبدأ تجربته الجديدة في أن يكون رئيس جمعية خيرية ، لن يجد حرجاً في أن يذرف الدموع لأجل البسطاء والمحتاجين ، ليبدأ في تسيير القوافل الإغاثية للمناطق المنكوبة ، ولا ينسى في هذا الخضم من التذكير بقيمة الصدقة والأجر وأهمية التكافل في مهرجان القربات والخير .....
المهرجان الذي منح شهداء المركز الثقافي رحمهم الله
سلة غدائية غير مكتملة .

يتوافد على مكتب الأوقاف عدد لا بأس به من المستثمرين ، وبما يشعرك أن إب مدينةً في إحدى دول شرق آسيا ، وأنها لم تعد صالحة للعيش جراء أدخنة المصانع وأصوات الآلات والقطارات ، وأنها ( إب ) باتتْ تناطح كبريات المدن العالمية في التصنيع والإنتاج ، وأضحتْ تنافس في جودة منتوجاتها الكثير من الدول المتقدمة .

لا شيء سوى الواجب الذي يمليه الولاء الوطني والذي دفع رأس المال الوطني لخوض تجربة الإستثمار ، والذي افتتح مشروعاته بإستقطاع مساحات شاسعة من أراضي الأوقاف لإقامة المشاريع الإستثمارية - بحسب عقود الإيجار من مكتب الأوقاف - كمحاولة مكشوفة للسطو على أراضي الأوقاف والإستحواذ عليها تحت ذريعة الإستثمار والمشاريع المظللة والكاذبة .
في 2013/3/20م قام مكتب الأوقاف بمحافظة إب بإبرام عقد إيجار لإقامة مشروع إستثماري بمساحة ( 777.75 قصبة ) بإسم أحمد علي البصير ، بموجب العقد الأولي مع وزارة الأوقاف 2005/7/18م وتوجيهات محافظ إب علي بن علي القيسي 2006/3/12م .... إلخ ).
حتى اليوم لم يرَ مشروع البصير النور ، وربما لن يتمكن من رؤية النور ، في مخالفة صريحة لمَا جاء في نهايةالعقد والذي أكد على إلغاء العقد حال مرور عامين ولم يبدأ العمل في الأرض ، ما قد يوغر صدرنا بالكثير من الهواجس والظنون السيئة في أن العملية لم تتجاوز حقيقة كونها عملية سطو مفضوحة اشترك فيها كل المستفيدين من العملية ، ناهيك عن الذي يتناقله الجميع من أن هناك عقداً آخراً بمساحة ( 1200 قصبة ) وللشخص نفسه ، لتكون ألفا قصبة خالية من أي بدايات لإستثمار ما . 

لن نتوقف هنا 
لكنني سأحاول التجوال في عوالم المستثمرين وأروقة الفاسدين ، وبأمل من سيفتح عين المجتمع على هذا الوكر القادر على ابتلاع بلد ، أو دسّه في الجيب كقطعة شيوكلاته 
لن يُلْتَفَت لها البتة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24