الجمعة 03 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
سام الغباري
مناجاة صائم غريب !
الساعة 13:54
سام الغباري

سأسافر اليوم إلى #‏مكة .. سأكون بعيداً عنكم .. وقريباً من الله 
أريد أن اشكو إليه - جل جلاله - ما فعله #‏الحوثيون بأهلي وبلادي ، كيف صارت #‏اليمن غابة حزينة لا تسكنها سوى الذئاب ؟ ، وكيف أصبحنا مشردين بلا ذنب إلا أننا أردنا قول ما نعتقد أنه الحق ، طالبنا بالمعروف ونهينا عن المنكر .. فضاقوا بما قلناه ذرعاً ولاحقوني وأطلقوا عليّ الرصاص وسجنوني ، وروعوا أهلي وسرقوا سيارتي .

- سأقول لربي أننا ما أردنا الحرب ، ولا طلبنا التحالف العربي ، وما شئنا أن يموت أحد ، ولكن المجرمين بغوا ، وخرجوا على الناس بأسلحتهم ، أرادوا اخضاعنا وإذلالنا ، إهانتنا وتمريغ كرامتنا في التراب .

- سأقول لربي أن من يقولون أنهم أحفاد علي بن أبي طالب قتلوا كل يمني ، واستحضروا الولاية المزعومة لإحتلال حياتنا ، وتحويل قرانا وأموالنا وممتلكاتنا خراجاً يعبثون به ، ويستفيدون منه ، وينهبوه ويأكلوه .

- سأقول لربي أننا ولدنا مسلمين أحراراً ، على فطرة الدين الحنيف ، ربنا واحد ، وقرآننا واحد ، ورسولنا واحد ، وعروبتنا عظيمة وخالدة ، وطننا كبير وجميل ، رفضنا الظلم لأنه أمرنا بذلك ، وخشينا أن يمسنا منه عذاب عظيم ، فقد أمرنا جل في علاه أن نمنع الظالمين عن طغيانهم ، وأن نقول في وجوههم ما نراه يستقيم ، ونحذرهم من الاستبداد والقتل والنهب ، وأخذ الناس بالظن ، وتفجير المنازل ، وتشريد الطلاب والمواطنين الآمنين المسالمين .

لقد كُنا في مدننا نعيش كما ينبغي ، نأكل ونتعبد ونحلم بالمستقبل الأفضل ، نفكر كيف نكسب رزقنا ونربي أولادنا ، ونعمل الصالحات ما استطعنا ، فجاء الينا من يقولون أنهم (قرآن ناطق) إستنكرنا ما يفعلوه بديننا ، ومايلوثون به حياة المساكين الطيبين ، رفضنا أن يرقصوا في مساجدنا ، ويمنحوننا خطباء مغالين وضالين ، قلنا لهم أننا نحتكم للقرآن ، فقالوا "هُم القرآن" ! ، يفسرونه كما يشاؤون ، فحق عليهم قوله تعالى ﴿وَإِنَّ مِنهُم لَفَريقًا يَلوونَ أَلسِنَتَهُم بِالكِتابِ لِتَحسَبوهُ مِنَ الكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الكِتابِ وَيَقولونَ هُوَ مِن عِندِ اللَّهِ وَما هُوَ مِن عِندِ اللَّهِ وَيَقولونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمونَ﴾ .

                                                  .. 
سأروي لربي - وهو يعلم مافي نفسي وهو علام الغيوب - ما عانيته ويعانيه أبناء بلدي من ظلم وكراهية وحقد ودم ، وأننا ما أردنا لأحد الأذى ، ولكنهم آذونا ، وشردونا ، وفعلوا بنا كل منكر ، فما رضينا الخضوع والذل والاستسلام فنموت على ذلك ، فينطبق قول الله تعالى علينا ﴿إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم قالوا فيمَ كُنتُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ قالوا أَلَم تَكُن أَرضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِروا فيها فَأُولئِكَ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَساءَت مَصيرًا﴾ .

                                             ..
سأبكي على جدران الكعبة المقدسة ، وأكتب على كسائها الشريف ملحمة إنسان غيبه القهر والظلم عن بلده وأصحابه ، عن شاب بريء إمتهن حِرفة الكتابة فصار ملاحقاً ، مُطارداً ، لم يستطع رؤية وجه أبيه ، ولا قبر أمه قبل أن يغادر ، لم أقل لأطفالي شيئاً ، قبّلتهم قبل أن ألحق سيارة الوداع ، احتضنت صدر زوجتي ، وأخذت متاعاً قليلاً ورحلت ، كان الظلام يستر خشيتي ، والمصحف الصغير الذي خبأته في صدري يُبعد عني قطاع الطرق ويجعل من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشاهم الله ، فهم لا يبصرون ..

. إلهي وخالقي 
أريد أن أعود مُكللاً بالغار ، والنصر والظفر ، رافعاً إبتسامتي وفاتحاً ذراعيّ لإحتضان #اليمن الجريح ، هي دعوة صائم غريب ، باعد الحوثيون بينه وبين أهله ، وأحبائه وأصدقائه ، فأستجب يا الله بحق هذه الأيام المباركة ، وأمنحني الصبر والقدرة على البقاء صامداً أمام كل الوعيد والتهديد والشر الذي يضمره الإنقلابيون لي ، ولكل حُر رفض ولايتهم وحكمهم وسلطتهم الإجرامية .

.. مولاي 
لقد قال #‏عبدالملك_الحوثي أنه سيقاتلنا إلى يوم القيامة ، متكئاً على مرتزقة جاهلين ، جلبهم من وديان العار والضياع ، وألبسهم مفاتيح جنته ، وأطلقهم علينا كالكلاب ينهشون ويهتكون ويُحرقون ويقتلون ، وهذا ظلم لا ترضاه يا خالق الأكوان والسماوات ، لقد ظلمنا الحوثيون وأنت العدل ، لقد قهرونا وأنت القاهر ، لقد تجبّروا علينا وأنت الجبار ، لقد استقووا علينا وأنت القوي ، لقد إستقدروا علينا وأنت القادر ، لقد استحلوا حلالنا ونهبوا ممتلكاتنا وأنت العظيم ، لقد حاولوا إذلالنا وأنت العزيز ، لقد روعوا أهلنا وفجّروا منازلنا ولاحقونا وطاردونا وأنت ذي الجلال والإكرام ، لم يرحموا ضعيفنا ، ويُطعموا أسيرنا ، ويأووا لاجئنا .. فيا من خلقت كل شيء ، ويامن أراد شيئاً إنما يقول له كُن فيكون.. إستقص لنا من هذا المجرم ومن معه ومن والاه في الدنيا قبل الآخرة ، وأجعلهم عِبرة لكل ظالم جبّار ، وأبعد عنّا بلاءهم ، وأكفنا شرهم يا عزيز يا غفار ، أنت تعلم أننا لاجئين مقهورين ، جائعين ، ضائعين ، لا مستقبل لنا إلا في وطننا ، فألهمنا القوة والتحدي والصبر والعزم على تحرير بلادنا ، وأجعل كلمتنا عالية ، وهمتنا غالية ، وأجعل ثأرنا على من ظلمنا ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .. سبحانك لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك .. وصل الله وسلم على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً ..
.. و لبيك الله بُعمرة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24