الأحد 19 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
صادق الروحاني
حزب الله اللبناني.. قراءة مغايرة
الساعة 16:58
صادق الروحاني

كم احببت بطولات حزب الله وكم عشقت خطابات وعنتريات السيد حسن نصر الله ضد اسرائيل فعلا احببت ذلك الحزب الذي لقن الاسرائيليين دروسا تلو الاخرى وانتصر عليهم نصرا تلوا الاخر وانتزع منهم جنوب لبنان ومزارع شبعا لقد كانت قناة المنار باعلامها الحربي من القنوات المفضلة لدي .

كم جادلت اصدقائي جدالا ساخنا وكم تعصبت وغضبت لانهم لم يكونوا مع انتصارات الحزب وكانوا ينظرون اليه والى انجازاته بعين مغايره وخسرت بسبب تلك النقاشات الحادة بعضا من اصدقائي

لقد اسرتني بطولات مقاتليه وبساطة لبس السيد حسن الحريص على ان تظهر خصلة الشعر الانيقة من تحت عمامته السوداء  الى  فوق جبهته . 

اعترف انني كنت انسانا بسيطا وخدعت كما خدع الاف بل الملايين من ابناء العرب والمسلمين .

ايعقل ان ينهي الحزب حياته ومقاومته ضد اليهود المحتلين وينعطف انعطافة  عظيمة الوعورة  شديدة الخطورة  نحو المسالمين في سوريا والعراق فيعمل فيهم القتل والدمار وكأنه يكفر عن من قتلهم من الصهاينة بقتل اضاعفهم من المسلمين .

هذا لا يصدقه عقل .. لكن هذا ما يحصل الان . (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ) .

 سبحان الله لم ادرك المعنى العميق والتشبيه البليغ المفزع المزلزل  لهذا الوصف في هذه الاية الا وانا ارى شعبين من شعوبنا يبادا ويكادا ان يزولا من الخارطة كما تزول الجبال الشامخة من شدة المكر وضراوة الغدر وخبث الاصدقاء وضراوة الاعداء .

 

السبب في خدعتنا ..؟

السبب في اننا خدعنا يعود لبساطة نظرتنا للظاهرة وعدم التعمق في سبر اغوار ما يجري امامنا من مقدمات وحتى النتائج .. فالنتيجة امامنا ان الحزب تحول لقتال المسلمين وليس لتحرير فلسطين كما كان يعلن ... فكيف لم يكتشف هذا الحزب ان هذه الشعوب المسلمة ليست مسلمة بل تكفيرية وكافرة الا الان لماذا ؟

هذه نتيجة فماذا كانت المقدمات حتى نلم بالموضوع ولاباس في ان نقارن الحزب بحركة المقاومة الاسلامية حماس . لتتضح الصورة اكثر ....

حالة حزب الله ...؟؟

حزب الله حالة مخابراتية ايرانية أنشأت في عام 1982 م  كذراع  مخابراتي وعسكري ايراني ... تزعج به الغرب ممثلا في قاعدته الاحتلالية المتقدمة المسماه اسرائيل . التي انشأت بموجب مقررات مؤتمر 1907 للدول الاستعمارية السبع وليس من بينهم المانيا والذي دعا للمؤتمر (كامبل بانورمن) رئيس الوزراة البريطانية انذك ..

والصوت المزعج اذا اردت اسكاته فألقمه بما يريد او املا فمه بماء  وسيسكت مباشرة .

والعطاء هنا غير الاخذ وغير التحرر وغير الجهاد ليكن ذلك واضحا يا اصدقائي .

الحزب ينص في لوائحه على استحالة قيام دولة اسلامية يتمخض عنها جهاده هذا وتضحياته تلك وهذا ما يؤكد كلامنا من انه حالة فارسية ازعاجية مؤقتة لا اقل ولا اكثر .

قد يقول قائل هذا من الذكاء والفطنة حتى لايثير عليه الغرب .. فأقول وهل من اخذ السلاح وباع نفسه لله يخاف من غير الله . ان كان صادقا .

حزب الله ليس حالة شعبية اسلامية صادقة وواضحة نشأت لضرورات الجهاد في سبيل الله لتحرير الارض المقدسة فلسطين . بل انه حالة نخبوية مخابراتية خالصة ... وسيكلوجية المخبر هي التخفي والتلون والظهور بمظهر غير الحقيقي لان مهمته ليست تلك التي يحتاج اليها المجتمع والبيئة من حوله . بل انها غريبة عن بيئتها ومحيطها .

بعكس حركة المقاومة الاسلامية حماس فحماس ظاهرة شعبية جماهيرية اسلامية  صادقة وواضحة الاهداف والرؤى نشأت لضرورات الجهاد ودفع العدو الصائل والمحتل لفلسطين انطلاقا من ان الله غايتها والقران دستورها والجهاد سبيلها والشهادة في سبيل لله اسمى اماني افرادها.

هناك فرق بين الظاهرة الشعبية والحالة المخابراتية العسكرية فحزب الله ايراني الهوى والهوية وبالتالي لاتطالبه بغير اهداف موكله وهي اهداف وغايات ايرانية بحتة لا لبنانية ولا عربية ولا اسلامية ...... وعندما اقول لا اسلامية في مهام الحزب القتالية فاقصد ان ايران ترى مصلحتها في قتل وابادة وتدمير الشعب السوري والعراقي وانتهاك حرماته وتدمير مقدساته فيجب ان يشترك الحزب في تنفيذ هذا الشرع الصادر من المعصوم في طهران فالشرع ماشرع والحلال ما حلل والحرام ما حرم ..... لامكان هنا لله مطلقا . والا فاين الله والدين فيما يجري للشعبين السوري والعراقي من ايران وتابعها حزب الله .

حماس تعمل على ان تتمثل الاسلام وتمتثل للاسلام قولا وفعلا والتزاما وتضحية بل انها ترى انها لاتملك شيء اغلى من الاسلام فتلتزمه ولاشيء يحميها غير الاسلام وهي تحاول جاهدة وتتمنى تكون هي الفئة المختارة التي لا يضرها من خذلها ولا من خالفها الموجودة ببيت المقدس واكناف بيت المقدس كما جاء في الحديث ويقدم مؤسسها كل التضحيات حياته وماله وكل شيء وفي الاخير يعلق تعليقا من كلمتين قبل استشهاده فيقول عسى ان يرضى الله عني .بهذا السمو المتواضع وبهذا اليقين الصابر يطلقها دروسا عميقة عظيمة للاجيال وللقادة .

 بعيدا عن القاب رنانة او مسميات طنانة فما كان يعرف الا بالشيخ ياسين ولا كلمة غيرها .

لا اية الله العظمى ولا اية الله الصغرى ولا بحر العلوم ولا حجة الله  ولا روح  الله ابدا. هؤلاء هم جنود الله في فلسطين وتلك هي مواصفاتهم هذه هي الفئة المنصورة ولا نزكيهم على الله . 

انه التمسك بالاسلام   ولو ان حماس تخلت عن الاسلام لفتكت بها الضواري ولقطعتها النصال ومزقتها الحراب في كل زاوية وفج .

حماس تقاتل بالشعب الفلسطيني كافة وتدفع بكل الفصائل الى الجهاد حتى تلك اليسارية منها وتمدهم بثقافة الجهاد وبالتقانة المادية والسلاح والصواريخ .... بينما حزب الله يقاتل بالنخبة ويمنع كافة فئات الشعب اللبناني من المقاومة وبخاصة السنة والسبب دقيق جدا ما كنا لنفهمه.

 لولا ان الاحداث افصحت عنه وهو ان الحزب مستغرق في مهمة ايرانية خاصة  منذ 1982م وهذه المهمة  قد تتغير وفقا للمصلحة الايرانية فلو دفع الحزب ببقية فئات الشعب اللبناني للمقاومة ثم يحدث في لحظة زمنية فارقة يقولون لهم ان العدو لم يعد اسرائيل تخيلوا ماذا كان سيحدث لن يتقبل ذلك الناس سيحدث حالة من الانفجار والانهيار الكبير لن يتقبل ذلك المجاهدون .... من ناحية اخرى فايران تخشى ان يصاب الغرب باذى  شديد كمضاعفة من مضاعفات التجميع الجهادي كما حدث من مجاهدي افغانستان عندما عادوا من افغانستان وانتشروا  الفكر الجهادي المقاوم  ضد الغرب.

 فايران غير معنية بنشر ثقافة الجهاد والمقاومة اصلا الا بمايخدم مصالحها . ليستطيع الولي الفقيه لملمة الوضع والتحكم في ايقاع سير الحزب والحرب (المناورات ) .

حماس تدرك ان اسرائيل عبارة عن مجموع قوى فهي قاعدة عسكرية متقدمة للغرب الصليبي بالتحالف مع اليهودية المزيفة وبتدبير الصهونية العالمية وتسييرها وبالتالي لن يكون مواجهتها الا بالمجموع الاسلامي والعربي وليس بالفصيل او الحزب ...

اما الظاهرة الازعاجية او الايذائية (حزب الله) فغير معنية بتجميع الامة الاسلامية لانها غير شيعية ...... ( كافرة ) فضلا عن ان غايتها الازعاج فيكفي ان يقوم بهذه المهمة اليسيرة والسهلة فئة قليلة صوتها عالي وصراخها صاخب لتحصل على المطلوب .. هذا كل ما في الامر ...

حزب الله منذ انشائه يعيش غربة البيئة والمجتمع لذلك هو منغلق على نفسه ويتوجس ممن يقترب منه  بينما حماس ظاهرة اجتماعية اصيلة فهي الشعب والشعب هي وهذه واحدة من اسرار قوتها الاستراتيجية بعيدة المدى ...

حماس حصنت الشعب الفلسطيني اخلاقيا ودينيا فيكفي ان نشير الى ان حماس تخرج كل عام عشرين الف حافظ لكتاب الله بينما حزب الله يخرج سنويا اعداد من المطبرين والمطينين الذين  يسبون الاسلام  ويلعنون الصحابة وهو بهذا يزاد المجتمع انقساما وطائفية واستقطابافالحزب عامل اضعاف لا عامل تقوية للمجتمع ليجاهد ويكافح... فهل هذا وضع يصلح لتحرير فلسطين على المدى البعيد والاستراتيجي .

ان واحدة من مهام اسرائيل الثلاث هي جعل المنطقة العربية في حالة من عدم التواز واشعال الصراعات لان حالة التوازن تعني الاستقرار والاستقرار يولد نهضة والنهضة ممنوعة على منطقتنا بحسب مقررات مؤتمر 1907 م الذي ذكرناه انفا ومهمة عدم الاستقرار ها هو يتكفل بها حزب الله باشعاله الحرائق في سوريا والعراق والسعودية واليمن ولبنان والبحرين  بعد ان  كلت الايادي الاسرائيلية من التامر والمكر والضرب والتدمير للشعوب العربية .... فقد جاء من يريحها أي اسرائيل ويتولى عنها المهمة .

في الاخير الامور بخواتيمها وخواتيم حزب الله نراها نراها نساء واطفال مشردون في اصقاع الدنيا اكلتهم الكلاب البرية وحتى الاسماك شبعت من جثث الاطفال والنساء في بحار العالم  بفعل الجهاد الجديد لحزب الله وايران

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24