السبت 18 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الكريم المدي
خالد الرويشان.. من يجرؤ على التحليق في مداراتك؟!
الساعة 00:22
عبد الكريم المدي

 

خالد الرويشان ، عازف الكلمة ، ومروّض الصعب ، وصانع الإبداع ، وموحّذ القلوب، وعابر الحدود ، والجغرافيا ، ملك المحبة والوفاء، 
كل عام وأنت بألف خير أيها الكثير الجمال الباذخ البهاء ..

أيها المقيم  في كل قلب إنسان سويّ ، غير معاق ذهنياً ونفسياً وإنسانياً واجتماعياً، أنت الكثير وهم القليل ، الخالد وهم العابرون ،المبدع وهم الأدعياء، العظيم وهم الأقزام..

خالد ، أيهاالشاهق ، الشيق ، المشوق، أنت فوق لغة المهزوزين والجاحدين والمرتعشين من التحليق في مدرات المجد والفتوة والفروسية ..

أيّ وصف - يا هذا -  يليق بعملاق مثلك، ونبيل مثلك، ومبدع بحجمك ومتّصف بأوصاف كأوصافك؟!  أي لغة تُنصف واحداً من أكبر وأهم  أهرامات وأعمدة هذا البلد ، ثقافية ووطنية وإبداعياً وإنسانية؟! ، أي وصف يجب أن يُقال في مقام ، هذا الأكسجين ،المتدفق في دماء ونفوس وأرواح كل من عرفه ، المؤتلق في ذاكرة وفؤاد كل يمني وعربي يستطيع أن يتهجّى عبارة واحدة معبّرة وقيمة من لغة الضاد، أو يتذوّق بياتاً جميلاً من ديوان العرب ، أويصغي لمقطوعة قصيرة لأم كلثوم ، أويتماهى مع لحن من ألحان إسحاق الموصلّي وزرياب ، والسنباطي، أو يستمتع بقراءة صفحة واحدة من أمجاد عمرو بن معد كرب، والسمح بن مالك الخولاني وعبدالرحمن الغافقي وغيرهم.؟!

صحيح أنت شيخ من طبقة النبلاء ،وهذه اضافة لك ،لعلها أظهرت معدنك النفيس بشكل جليّ ،بحيثُ لم يبذل أي محب لك جهداً يُذكر وهو يحاول التنقيب عن ماهية وجذور هذا الكنز الإبداعي والثقافي ، والجوهرة الإنسانية والوطنية.

يا إلهي لكم تبد محظوظاً وأنت الذي جمعت المجد من أطرافه ، حيثُ تنتمي لبيت يُعدُّ من كبار البيوت والأسر المشيخية في البلاد ، وأنتميت للإبداع / شعراً ونثراً وفكراً ، لدرجة إنه إذا لم يكن في اليمن خلال القرنيين الأخيرين ،إلا ثلاثة من المبدعين الكبار فأنت أحدهم ..

كيف لا وأنت موسوعيّ الثقافة والسياسة والإدارة والتاريخ والأدب والفلكلور والتراث ، وأنت رجل النزاهة بكل ما في الكلمة من معنى ، رجل الصدق الذي لا يتردد عن قول ما يؤمن به ، وليس ذلك فحسب، فأنت ، أيضا ، إنسانيّ بكل ما تحمله المفردة من دلالة وبُعد ..

لدرجة إن محبيك يعجزون عن إعطائك حقّك من الإنصاف والتقدير اللائق بشخص يحتل مكانة كمكانتك في مجتمعه وأمته ، والحال نفسه، فأي حاقد أو طالب للشهر والظهور على حسابك ، إذاما حاول أن يتنطّع عليك أو يُسيء لك فإنه سريعاً ما يسقط في مستنقع الخيبة  .

سؤال مشروع يقفز للذهن : ماذا يُمكن أن يقول عنك أي كائن طفيلي ، من يجروء على الوقوف أمام هذه القامة دون أن ينحني لها كما تنحني الأغصان مع هبوب الرياح ،من يجروء أن يمرّ من أمامك دون أن يرفع لك القبعة أويلقي لك بتعظيم سلام ..

نعم وألف نعم ،من يجرؤ أن يتطاول على هذا الرمز، إلا إذا كان شخصاً غير طبيعي ويعيش في عالم أو مجتمع آخر غير مجتمعنا اليمني/ العربي الذي يُدرك أفراده ومختلف شرائحه حقيقة ومكانة خالد الرويشان..؟!

صحيح قد يختلف معك البعض في إمور وقضايا معينة ، لكن سرعان ما توحدهم روحك ، ويحتويهم قلبك، ويحلق بنهم فكرك وتهديهم رؤاك ..
فأنت رجل فوق تهافت المتهافتين وتحزُّب المتحزّبين ،لم تستقوَ يوماً بالقبيلة ، وأنت القادر ، ولم تُوظف مكانتك لمصلحة شخصية أو مكسب آني وأنت المقبول ، القائد لدى الجميع..!

من يوم عرفناك وأنت تُقدم الخدمات لكل الناس وتتعاون مع كل مظلوم ومستحق بالموقف والتضامن والنصيحة والمشورة، مجلسك/ مكتبتك العامرة بشتى المعارف وأجمل اللوحات الفنية والمجسمات وأمهات الكتب / مصدر أمل وإلهام لا ينضب لمحبيك ، وشعاع معرفة لمريديك ..

لم تُغير فيك الأيام والسنين والنائبات شيئاً ،لتظل كالأشجار السامقة التي تمرُّ من جوارها السنيين كما لو أنها أنهار تتدفق وعلى ضفتيها أشجار سامقة ،لم تنتقص منها أو تُؤثر فيها تلك التدفقات والعنفوان شيئاً ، بل تُزيدها دهشة وألقاً واخضراراً وبهجة لا تُقاوم..!

إقرار :
رغم إنني منحتُ نفسي إجازة عن الكتابة والنشر والكلام في مختلف الوسائل ، كي أستريح قليلاً، لكن الحديث عنك ، أيها الأحب الأوفى ، الأعز ، بالفعل، لايُقاوم ، ومادام وفي العمر بقية،
فللكلام عنك بقية وبقيات لا تجفّ في أعماقنا ووريد أيامنا. كل عام وأنت ومحبيك في كل الدنيا بألف خير وعافية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/09/19
د/ عبدالله سعيد الذبحاني
كلام جميل لشخص أجمل
هذا المقال أحسن ما قرأته للكاتب، وهو موجه لمن يستحقه وصفا وفعلا . هذا العزيز الأستاذ خالد الرويشان ينطبق عليه القول المأثور: رب أخ لك لم تلده أمك. يا له من إنسان وطني رائع .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24