السبت 18 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الرحمن دغار
صنعاء.. قاحلة بلا أصدقاء
الساعة 23:11
عبد الرحمن دغار

 

لم تعد صنعاء تروق لي كثيرا لأنها طردت الكثير من الأصدقاء الذين كانوا ضوءا لنا ولها،

صنعاء أصبحت قاحلة حد الموت بفعل الجفاف الشديد الذي حل بها منذ سبتمبر الماضي ،الجفاف الذي قضى على كل الأنهار التي كانت تروي المدينة،


أفتقد لصباحات صنعاء العاطرة بالراوية والشعر والندوات والصباحيات الثقافية والأدبية،لبيت الثقافة والمركز الثقافي ومؤسسة الإبداع ونادي القصة، للأمسيات التي كانت تمنحنا فرصة للخروج من الروتين الممل للحياه، وللفعاليات المتنوعة التي كانت بمثابة نزهة للروح والعقل والعاطفة،


أفتقد كثيرا لتلك الوجوه المضيئة والعقول النيرة والأرواح البهية التي غادرت هذه المدينة فغادرها النور والحب والسلام والجمال والإنسانية،
أفتقد لأنبياء الحب والجمال والتواضع والثقافة والشعر والرواية والسياسة والصحافة والفكر والوطنية والحضارة والتاريخ،
أفتقد لتلك الحزمة الضوئية التي تمثل الوجه الحقيقي والناصع لجيل ثورة فبراير والحامل الرئيس للنضال السلمي والثوري والإجتماعي والإخلاقي لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ بلدنا الحبيب،

 

صنعاء لم تعد بعدهم غير أطلال لا تستحق حتى الوقوف عليها وقول قصيدة شعر،

لكن لا تزال صنعاء تحتفظ برائحة عبيرهم الأزكى،فكلما مررت بشارع أرى فيه ملامح اليدومي البسيطة والمتواضعه وشموخ وعزة عبدالله نعمان الحكيمي ونقاء وصفاء  الحميقاني والعامري ورزانة وهدوء الإرياني وحيوية ونشاط حمزة الكمالي وشجاعة محمد اليمني وتفاؤل وإصرار توكل كرمان وإنسانية رشيدة القيلي وشعر وجمال عامر السعيدي وحديث يحيى الثلايا عن التاريخ والجمهورية وعيال فاطمه، وتحليلات علي الشريف وأفكار زايد جابر ونبيل البكيري وسخرية أسامة الصالحي وقومية وعروبة غائب حواس ونقاشات وأحلام وطموحات  همدان الحقب وكمال حيدرة ومحمد المقبلي وهشام المسوري ،

مازلت أيضا ألمح في هذه المدينه وجوه الكثير من أصدقائي الأعزاء وأساتذتي الأجلاء كإستاذي حمود الزليل وعبدالواحد عمران والعزيز علي زيد عرجاش ودكتورنا الغالي علي عرجاش وأصدقائي عبدالمجيد البكري ووليد الجملولي وصلاح النهمي وصالح السلامي ومحمد العليمي وسعيد العسالي ومحمد الجرادي ومحمد القاسم وصلاح القاعدي وسلمان الحميدي والكثيرين الذين لم تسعفني الذاكرة لطرح أسماءهم هنا بالرغم من مقامهم العالي بالقلب،

هؤلاء وغيرهم الكثير غادروا المدينة حينما ضاقت بهم واتسعت للحشرات ومافيا الموت واللصوصية وتجار السوق السوداء، هؤلاء كانوا يحلمون بدولة مدنية تتسع لكل اليمنيين وظلوا سنوات يناضلون من أجل الوصول لذلك الحلم فجاء أهل الكهف ليدمروا كل تلك الطموحات والأحلام وعاثوا بالمدينة فسادا وتمييزا،

 

مشتاق كثيرا حتى للحظات بسيطة أعيشها معكم في صنعاء،حتى أصدقائي الذين لا يزالوا متواجدين فيها لم أعد أهنأ بالجلوس معهم بالرغم من لقاءاتي النادرة بهم لكن قلبي يحدثني بأن الأيام القادمة ستفتح لنا أبواب الإنتصارات والفرج بإذن الله،

كانت صنعاء حضنا دافئا لكل الدماء اليمنيه تجد فيها التشكيلة الكافية التي تجعلك تؤمن مطلقا بواحدية هذا الشعب وتعايشه وقبوله بكل التنوع والإختلافات، صنعاء المدينة لم تتفوه يوما ما وتقدم نفسها بأسلوب متعالي أو تمييز، كانوا هم من يفعلون ذلك أقصد بعض قماماتها الذين لوثوها حد التعفن ، أما هي فكانت بسيطة بريئة نقية تتسع لكل العالم وتفتح ذراعيها للجميع، حتى جاءوها بالموت والظلام وجعلوا منها سجنا كبيرا لكل من ينتقد تلك السلوكيات التي جاءوا بها فرحلوا منها الشرفاء والأحرار والمخلصين من بقاع الجمهوريه.

في العام الماضي قبل دخول المليشيات صنعاء شعرت بالخوف على صنعاء فكتبت حينها مقالا بعنوان عطر المشاقر ورائحة البارود وما هي إلا أيام واجتاحت المليشيات العاصمة ،اليوم وبدون قصد لم أشعر إلا وأنا أكتب عن صنعاء فهل ستكون هذه المدينة خلال اليومين القادمين تستنشق البارود بعد أن شردت المليشيات كل عطورها ، لصنعاء المجد والإنتصار والسلامة، وللعابثين بها الخزي والإنكسار والندامة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/09/14
نقم
باقي اصحاب تعز
اما اذا رحلوا اصحاب تعز وأب واللوان صنعاء ستبقي بيوت للغربان،،،لا طبيب ولا ميكانيكي ولا كهربائي ولا بقالة ولا مطعم ولا ،،، ولا ،،، انتبهوا جيدا وحافظوا على كل منهو بصنعاء وبعدين لا ايجار ولا يحزنون والعقار سينزل الى الحضيض ..وبعدين ما تقولوا ما بأسرته ما رئته....الحذر الحذر
2
2015/09/14
نقم
باقي اصحاب تعز
اما اذا رحلوا اصحاب تعز وأب واللوان صنعاء ستبقي بيوت للغربان،،،لا طبيب ولا ميكانيكي ولا كهربائي ولا بقالة ولا مطعم ولا ،،، ولا ،،، انتبهوا جيدا وحافظوا على كل منهو بصنعاء وبعدين لا ايجار ولا يحزنون والعقار سينزل الى الحضيض ..وبعدين ما تقولوا ما بأسرته ما رئته....الحذر الحذر
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24